إذا كان في الحياةِ أيام عز ورجولة يقف عندها المرء وقفات طويلة، فإن يوم الإستقلال أشهرها وأجملها وأعزها وأقواها، ذلك لأنه يُعتبر الحدثُ الفاصل والخطوة الحاسمة في تاريخ هذا الحمى الهاشمي العربي. إن يوم الخامس والعشرون من أيار، يومٌ له نكهة واعتبار في تاريخِ الأردن الحديثْ.
ففي مثل هذا اليوم من عام الف وتسعمائة وسته وأربعون تنسّم الأردنيون عبق الحرية وفاضتْ على ثغورهم ابتسامة الفرح والغبطةِ والسرورْ، مع إشراقة يوم جديد نسجوا فيه خيوط القرار الصعب، وهو قرار الإستقلال بكل أنواعهِ، ذلك الاستقلال الذي كان نهاية مرحلة الإتباعْ وبداية مرحلةُ الابتداعْ.
وكان على رأسِهم الملك المؤسس عبد الله الأول بن الحسين الذي صارعَ قوى الشرِ والطغيانْ سنيين طويلةْ حتى انتزع قرار الإستقلال. فكان طيب الله ثراه المؤسس الأول وصانع الإستقلال ومسطّر تاريخ الأردن الحديث، ولما تولى جلالة الملك الباني المغفور له الحسين بن طلال، عمل جاهداً على تطوير وتحديث جميع مرافق الدولة التعليمية والإجتماعية والإقتصادية والعسكرية. وعلى نهج الألى الكرام من آل هاشم يسير الملك المعزّز عبد الله الثاني ابن الحسين ويضيف الى هذا الوطن المزيد من الإنجازات الهاشمية غير المنقطعة بعون الله، التي يفتخر ويفاخر بها الأردنيون على مختلف الصعد المحلية والعربية والدولية.
أما القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي درع الوطن وسياجه حاميةُ الإستقلال فمكانها في سويداء القلوب وهي قرّة عين قائدها الأعلى، هي التي تحمي الأرض وتصون العرض وتقدم أغلى ما تملك دفاعاً عن ثرى هذا الوطن الطهور / تجود بالنفس إن ظن البخيل بها - والجود بالنفس أقصى غاية الجود .
فتحية طيبة مباركة لأولئك الرجال الذين يسهرون على أمن الوطن ويعملون ليلاً ونهاراً لينام الناس آمنين مطمئنين وهم الذين عانقوا البندقية والمدفع ليعانق الناس بعضهم بعضاً، هم الذين يحملون المصحف بيد والبندقية باليد الأخرى، هم الذين عاهدوا الله والوطن على الصدق بالقول والعمل وعلى الإخلاص لتراب هذا الوطن الغالي، غلاوة الدم الذي يجري في عروقهم فهم حُماة الديار عليهم سلام.
ففي هذه الذكرى العطرة ينبغي علينا جميعاً السعي الحثيث للمحافظة على هذا الوطن الحبيب الى قلوبنا ونصون العيش المشترك بين جميع أبناءه بمختلف طوائفهم.
ونجدد العهد بالوفاء والإنتماء والولاء لهذا الوطن العزيز علينا.
لنقدم الغالي والنفيس في سبيل عزة ورفعته. ولا يسعني في هذا اليوم الخالد الاّ أن أرفع إلى مقام سيد البلاد الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده المحبوب أسمى آيات التنهئة والتبريك بمناسبة زفاف سموّه الميمون الذي يصادف مع احتفالات المملكة بعيد الاستقلال مزينةً بالورد والرياحين.
حفظ الله الاردن واحة أمن واستقرار في ظل حضرة صاحب الجلالة حفظه الله ورعاه.