حفل زفاف سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني المعظم ولي العهد تجلَّى بأجمل الصور والمعاني التي لمسناها في أدق تفاصيله ومعانيه، وخصوصاً أنه عرسُ كلِّ الإردنيين والأردنيات، فقد قرع على باب كل أردني وأردنية ودخل من غير إستئذان وأدخل معه الفرح والبهجة والسرور، فَعبّر الأردنيون والعرب عن مدى سعادتهم بإبداعاتهم الفنية بأشكالها المختلفة إحتفاءً بهذا المناسبة الغالية التي نالت إهتمام الكثيرين حول العالم، وعكس رقي مملكتنا الحبيبة بقيادة عميد آل البيت جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم.
وتعبيراً عن دور الأردن ومكانة الأردن العالمية فقد شارك ما يزيد عن السبعين شخصية عالمية بهذا الحفل البهيج، علاوة على المشاركة الشعبية الأردنية الواسعة النابعة من أصالة تراثنا الأردني بأهازيجه ودحيته ودبكاته وأشعاره وقصائده وأناشيده التي أثرت المشهد الثقافي الأردني بشكل عام.
بالإضافة إلى المشاركات العربية المميزة، فقد كانت للمشاركات الأردنية لفتة هامة تستحق الوقوف عندها وتقييم محتواها، فنتجّرأ بالقولِ بأنَّ هذا العرس الملكي الهاشمي قد عزز الهوية الثقافية الأردنية وعزز من شأنها وسلّط الأضواء عليها، فهي حقا تستحِّقُ الوقوفَ عندها لأنَّها تُعبِّرُ عن واقعِ حياتنا الذي نتغنَّى به، والنابعِ من عاداتنا وتقاليدنا وتراثنا ولهجتنا، فكم من قصائد أُلقيت ومقالات كتبت وأهازيج أنشدت وزغاريد زُعردت وأغان أُلِّفّت ولُحِّنَت إحفتاءً بهذه المناسبة الغالية على القلوب.
فجانب كبير من حياتنا هو جانب الفرح، والفرح يليق بنا، ونحن أصحابُه، ورغم كل التحديات والظروف الصعبة الإقتصادية إلا أنَّنا نأبى إلا أن نفرح وننثر ورود الفرح وعبق الريحان في كل مكان لأنَّ طموحنا ليس له حدود، فعزيمة الأردنيين لا تلين وتسعى دائماً للتميّز والتطوّر والإنجاز بقيادةٍ هاشمية مباركة تقود دفة السفينة نحو المزيد من التحديث والتطوير والإصلاحات التي تعزز مفهوم الإنتماء والولاء والتمسك بثوابت هذا الوطن، الذي تحرسه سواعدٌ أردنيةٌ نشميةٌ جعلت من الأمن والأمان عنواناً صلباً ومفهوماً راسخاً يفتح أبواب الإستثمار والسياحة بكافة جوانبها.
نكرِّرُ تهنئتنا للعائلة الهاشمية المباركة ولحضرة سمو ولي العهد المعظم وسمو الأميرة رجوة الحسين، ونقدر عالياً كلَّ الإبداعات الفنية والتراثية التي أثرت المشهد الثقافي الأردني بصدقٍ إبداع.