ويتسبب مرض التهاب الأمعاء في حدوث التهاب مزمن في الأمعاء. ويشمل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي ومرض التهاب الأمعاء غير المصنف.
ووجدت الدراسة أن المصابين بأمراض الأمعاء الالتهابية كانوا أكثر عرضة بنسبة 13% للإصابة بسكتة دماغية لمدة تصل إلى 25 عاما بعد تشخيصهم مقارنة بالأشخاص غير المصابين بمرض التهاب الأمعاء.
وقال مؤلف الدراسة جيانغوي صن، الحاصل على الدكتوراه، من معهد كارولينسكا في ستوكهولم بالسويد: "تظهر هذه النتائج أن المصابين بمرض التهاب الأمعاء وأطبائهم يجب أن يكونوا على دراية بهذا الخطر المتزايد على المدى الطويل. قد يكون فحص عوامل خطر السكتة الدماغية والتحكم فيها أكثر إلحاحا لدى المصابين بمرض التهاب الأمعاء".
وشملت الدراسة 85006 شخصا مصابا بمرض التهاب الأمعاء تم تأكيدها بأخذ خزعة. وتمت مطابقة كل منهم مع ما يصل إلى خمسة أشخاص من نفس سنة الميلاد والجنس ومقاطعة الإقامة الذين لم يكن لديهم إصابة بمرض التهاب الأمعاء، لإجمالي 406987 شخصا.
وخلال متابعة متوسطها 12 عاما، أصيب 3720 من المصابين بمرض التهاب الأمعاء بسكتة دماغية، مقارنة بـ 15599 ممن لم يكن لديهم إصابة بمرض التهاب الأمعاء.
وعندما أخذ الباحثون في الحسبان العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر على مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية، مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسمنة، وجدوا أن المصابين بأمراض الأمعاء الالتهابية كانوا أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية بنسبة 13% مقارنة بمن لا يعانون من مرض التهاب الأمعاء.
ووجد الباحثون أن الخطر المتزايد يرجع أساسا إلى السكتة الدماغية الناتجة عن انسداد تدفق الدم إلى الدماغ، وليس السكتة الدماغية النزفية، وهي سكتة دماغية ناجمة عن نزيف في الدماغ.
ونظرا لأن كلا من مرض التهاب الأمعاء والسكتة الدماغية يحتويان على بعض العوامل الجينية التي تجعل الأشخاص عرضة للإصابة بالمرض، فقد تضمنت الدراسة أشقاءا للمشاركين المصابين بمرض التهاب الأمعاء. ولم يكن للأشقاء البالغ عددهم 101082 أي تاريخ للإصابة بأمراض الأمعاء الالتهابية أو السكتة الدماغية في بداية الدراسة.
وتمشيا مع النتائج الرئيسية، كان المصابون بمرض التهاب الأمعاء أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية من أشقائهم غير المصابين بمرض التهاب الأمعاء. وكانت المخاطر الإجمالية لديهم أعلى بنسبة 11%.
وقال صن: "ظل الخطر المرتفع للمصابين بأمراض الأمعاء الالتهابية حتى بعد 25 عاما من تشخيصهم لأول مرة، وهو ما يعادل حالة سكتة دماغية إضافية لكل 93 شخصا مصابا بمرض التهاب الأمعاء حتى تلك اللحظة".
ومن بين قيود الدراسة أن معايير تشخيص مرض التهاب الأمعاء والسكتة الدماغية قد تغيرت خلال فترة الدراسة، ما قد يؤثر على النتائج. كما لم يكن لدى الباحثين معلومات كاملة عن جميع العوامل التي يمكن أن تؤثر على خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، مثل النظام الغذائي والتدخين واستهلاك الكحول. وهو ما يتطلب إجراء المزيد من الدراسات المستقبلية.