منذ بداية هذا القرن توافد علماء الغرب لدراسة منطقة شرق المتوسط والجزيرة العربية جغرافياً واجتماعياً، وبغض النظر ان كان يصفهم البعض ان لهؤلاء العلماء والرحالة اهداف اخرى، فإن ما يهمنا هو الوصف الدقيق للمنطقة في جوانب كثيرة مهمة. ان المنطقة التي تنتشر فيها قبيلة الحويطات نالت الكثير من الدراسات من قبل العلماء، ومنهم: سيتزن، بيركهارت، لابورد، آربي ومانجليز،روبنسون، ريتر، فالن، داوتي، بورتون، ماوس، زيلر، كتشينر، موزل، جاوسن.
وعدا عن الوصف الجغرافي لمناطق القبيلة واماكن انتشارها، فقد قدموا لنا الكثير من الموضوعات الاخرى، فمثلاً ذكر سيتزن 1806م وجود مجموعات من قبيلة الحويطات في مناطق الخليل والكرمل ربما بحثاً عن المراعي او لجلب ما يلزم من حوائج ومستلزمات، لان العالم بيركهارت الذي جاء بعده ( 1812) شاهد كما يقول ان النساء البدويات يرتدين الحلي والخواتم والخرز المستوردة من الخليل، وبيركهارت هذا قدم لنا ايضا وصفاً مهماً لتواصل قبيلة الحويطات الحضاري مع المناطق المجاورة مثل الكرك، والبعيدة مثل القاهرة، -حيث قال ان قبيلة الحويطات كانت تشتري البسط ( جمع بساط) المزركشة والجميلة من الكرك، كما شاهد في بيوت البعض أسرة ( جميع سرير) ورحى مصنوعة من الجرانيت التي صنعت في مصر، وقد أبدى استغرابه لصناعة الرحى من هذا النوع من الحجارة لأن هذه الآلة تصنع من الحجر الجيري المستورد من سوريا على حد قوله، بالاضافة لملابس الرجال، وقال ان النساء يرتدين الحجاب المصري الذي سماه البرقع (Borka)، وهذا ليس بمستغرب لان بيركهارت نفسه رافق قافلة ابل كبيرة انطلقت من مضارب الحويطات بالقرب من الصدقة ( جبال الشراه) باتجاه القاهرة التي كان ينوي الذهاب لها، وكما يقول ان هناك علاقة متينة بين الحويطات وباشا مصر محمد علي، وذكر بيركهارت ان جماعات من الحويطات كانت تصدر الى غزة نبات الشنان ( العضو) الذي كان يستخدم في صناعة الصابون، ( كانت قبائل عمان والبلقاء تصدر هذا النبات الى نابلس للغاية ذاتها)، ومثال اخر على نشاط قبيلة الحويطات ما ذكره العالم ( روبنسون) 1835) عندما وصل الى العقبة قادماً من القاهرة، حيث يذكر انه شاهد قافلة للحويطات قادمة من الشرق تنوي الذهاب الى جهات سيناء وجنوب فلسطين، واضاف انها أولى القبائل العربية الحقيقية التي رآها في الصحراء، وقدم لنا الرحالة أيضاً وصفاً لبيوت الشعر عند الحويطات وفي بعض الاحيان تم رسمها ( كما في الصورة مع مراعات الابعاد) بالاضافة الى الاسلحة التي تملكها مثل السيوف والرماح الطويلة المزينة بالريش في أعلاها، وفي فترات اخرى البنادق الطويلة، ونشاطات اخرى للقبيلة مثل حمايتها لقوافل الحجيج الشامي والمصري خلال مرورها في أراضيها.
هناك الكثير من المواضيع التي نقلها لنا هؤلاء الرحالة خلال القرن 19، واكتفي بهذه الاضاءة السريعة لكي لا اطيل عليكم ،علها تنال اعجابكم، ودمتم..