يتسارع نبض الوقت وتتراكم المؤجلات في الأيام القلائل المتحفزة على عتبة العيد، حتى تصبح جملة "خليها لبعد العيد" علامة فارقة للرغبات والإمكانيات، ناهيك عن أن فلسفة الزمن أيضا، تختلف من أمة لأخرى، وقد يدخل ذلك في تحليل ودراسة حياة الشعوب، واهتماماتها وأولوياتها،صغيرها وكبيرها.
.. كانت أهم التأجيلات فيما سلف والتي تصل لدرجة الثوابت حسب عادات وتقاليد الأجداد، تلك المتعلقة بالزواج "دون غيره من الأفعال فقالوا في ذلك" بين العيدين ما بيصير قظب ايدين" اي لا يتم عقد قران وزواج مابين عيدي الفطر و الأضحى، و سبب تطيرهم يعود لأعتقادهم بعدم نجاح الزواج إن تم في هذه الفترة تحديدا...هسه ما بتزبط جيزة " جاز مصر إن شاءالله" خلوها لعيد العيد..... باقي تأجيلاتهم لم تكن متعلقة "بالطفر"، إنما بضيق الوقت وانغماسهم بتفاصيل عيشهم بعيدا عن سلالم الرواتب ومن يملك ومن لا يملك" ومن يتمرجح ومن يهز به المرجيحة ".
هذا الأسبوع سمعت أكثر من ترحيله لبعد العيد ، كانت معظمها لأسباب مادية بحته.لا كسل ولا انشغال ولا "غبار بين"، ففي زمن تسمع عن شراء ثياب العيد بالاقساط، و تكاليف الحج بالدين، وثمن الأضحية "قرظة"، تكون جملة "لبعد العيد" بديهية جدا في عالم حياة الدرجة العاشرة،
وقد ينطقها طفل قبل أن يقولها والديه أصلا.
ففي عالم الدرجة العاشرة مواطنياً توجد شعارات شبه حياة، أو تمضية حياة، لايعرفها اعداء سكان هذه الدرجة... يتفشى مثلا شعار "إن كان بالدين.. حطلك رطلين"،"بتهون وبطلعلها قرون"، " بس اول خمسين سنة وتهون "، الخ.... طبعا باقي الدرجات، أو الدرجة المفردة المتفردة بذاتها، نخاف الآتيان على سيرتها ومسيرتها ونضالاتها .ولا ندري مالذي قد تضطر لتأجيله لبعد العيد السعيد.
.. "لا تحوص ولا تلوص" فلست وحدك من أجّل ورحّل أولويات واشياءات ، هناك من قرر تأجيل صيانة و ترخيص السيارة ، وهناك من استقرظ حق دلو املشن عشان يمرش حيطان المضافة.. - سترة وجه - يوم العيد ..وعلى يمينك من نوى دفع فاتورة كهربا واحدة وترك ماتبقى لبعد العيد، وعلى يسارك آخر" التعن تميسه" مابين الإجارات والقروض والرسوم والغرامات احتي صارت كل حياته" حيص بيص" ....الخ
صمدوا "الميات" ياعيال، بلكن اشترينا تنك يوم الوقفه َكفانا لبعد العيد، استرونا.. من ندري من يفوت علينا.. على الله.. النية يصلحوا "الخط "بعد العيد... قل والله.. من قالك ؟!.. اليوم حكى سليمان مع سلطة المية قدامي.... ييه،عاد أريد أغسل البرادي.... ماحدا مطلّع البرادي.. كلهن دقيقين الواحد يفوت يعايد ويمشي... خليهن لبعد العيد...
له له.. الدايم الله..... شو فيه؟!.. يارجل من اللي رن عليك.. علمنا شو صاير ؟! أبو فلان أعطاكم عمره.... ييه.. عليه رحمة الله... سبحان الله عاد صار له ثلاث تُشهر بين الحياة والموت.. الله يجبر عليهم
.. -صوت أقرب للتمتمة- لو إنه صمد لبعد العيد....
* لا يسألني احد عن معنى مثل "جاز مصر" فأنني لا أعلم سببه ومصدره.. فقط يقال توبيخاً لمن استعجل الزواج في ظروف غير مناسبة.