منذ مايقارب الثلاثة أشهر ونيف وشبكة المياة التي تغذي قرى في البادية الشمالية الشرقية، عمره وعميره، سبع صير، كوم الرف وهي مقطوعة عن سكانها الذين جف ريقهم على أمل الإنفراج ناطرين من وعد لآخر، بحل المشكلة التي يتضح أنها باتت تقارب القصة الشهيرة في التراث العربي " أسق أخاك النمري".
معظم سكان هذه القرى المنسية من المتقاعدين وبعض من يضرب بالأرض بحثا عن رزق عياله إضافة لمنتفعي صندوق المعونة الوطنية وخاصة من الأرامل والايتام،و َتشبثا بالبقاء على قيد الحياة ، تقتني بعض العائلات قلة من"شياه"، ويزرعون شجيرات زيتون في احواش بيوتهم لسد احتياجاتهم المعيشة، وفي محاولتهم لتوفير مايكفي من مياه يتوجهون لشرائها من الآبار الخاصة، حيث يُكلف المتر الواحد ثلاثة دنانير، ولاندري كيف يستطيع من يشتري خبزه بالدين تأمين أسرته وري شجراته وسقاية شياهه.
على المقلب الآخر يسجل بعض ذوي الدخل المحدود هذا إن وجد دخل أصلاً على الدور في سلطة مياه المنطقة كي يحصل على أربعة أمتار لمرة واحدة في الأسبوع، وهذه الأربعة أمتار فقط لعداد واحد، علما أن بعض أرباب الأسر يشترك مع أبنائه أو إخوته بنفس عداد المياه.
في توصيف المشكلة يقول مواطن أن البئر الأول تعطل لحاجته لتعميق الحفر منذ زمن، فيما انقطع سلك الكهرباء المتصل بالطرمبة في البئر الثاني الذي كان يغذي شبكة المياه، وفي محاولة الجهة المسؤولة تمت العودة لتعميق البئر الأولاني حيث تدفقت المياه من باطن الأرض بتاريخ الثامن من تموز الحالي، لاحقا اخذت عينات من المياه لفحصها وحتى اليوم بحسب المتضررين لم يحدث شيئاً يُذكر إلا مزيدا من الإنتظار الصحراوي في هذا الصيف الساخن .
بالتواصل مع مدير مياه البادية الشمالية احمد الدردور الذي غرس الأمل من جديد بعودة المياه إلى "مواسيرها" حيث أكد أنه لضرورة التيقن من سلامة المياه صحياً تم أخذ عينات للفحص على ثلاثة أيام، أُخذت العينة الأولى يوم الجمعة أول أمس وأمس السبت واليوم وتبين جودتها وسيتم حسبما وعد بالضخ نهاية الأسبوع الجاري.