نعم لا خير فينا ان لم نقل الحقيقة، كصحافيين ومثقفين ووطنيين، لا شيء يعلو على مصلحة الوطن، ولا شيء يسمو فوق سيادة الوطن، ولا شيء أغلى من تراب الوطن، فحين يتعلق الأمر بالوحدة الترابية، نتجاوز كل الإيديولوجيات والاختلافات والمذاهب والمعتقدات... ليبقى الوطن شامخا.
عندما يقوم الجار الشقيق، ويُسَخّر كل إمكانياته مند نصف قرن لتقسيم بلد جار شقيق، ويمول بأموال طائلة مرتزقة لتمزيق دولة جارة، ويعجز الإخوة العرب عن ثني هدا النظام الغدار عن أفعاله، فما العمل؟ حين يرفض كل الأيادي الممدودة والوساطات، ويواصل دعمه السخي للمرتزقة الارهابيين، طمعا في المزيد من التقسيم والتشتيت، في الوقت الذي تتجه فيه كل مناطق العالم نحو الوحدة والتحالفات والتكامل الاقتصادي.
يقول ونستون تشرسل: أنا مستعد للتحالف مع الشيطان في سبيل الظفر بـهتلر، هكذا برر قائد الجيش البريطاني تحالفه مع جوزيف ستالين زعيم الاتحاد السوفياتي خلال الحرب العالمية الثانية، لهزيمة هتلر.
اليوم إسرائيل تعترف بمغربية الصحراء كما سبق واعترفت دول كبرى، رغم تآمر الجار وسعيه الحثيث وبكل أموال البترول لشراء اعتراف الدول بجمهوريته الوهمية، التي لا يؤمن بها إلا نزلاء قصر المرادية، الذي يعتبر مستشفى لمجانين العسكر والسياسة. مجانين لأنهم لم يتعلموا دروس الحياة فماذا جنوا لمدة قرابة الخمس عقود، سوى النكسات المتتالية، وتشويه صورة الجزائر خارجيا، وها هو الرئيس الجزائري يستقبل في تركيا من طرف سفيرة سابقة بالجزائر كما حصل معه بالبرتغال.
الجار الشقيق يلعب على وثر مفاهيم حفظها جيدا دون أن يعلم مغزاها، فلسطين والاحتلال والأرض، لكن مادا قدمتم لفلسطين مند 48 سنة ؟ سوى الشعارات والرايات في الملاعب. وأسطورة أرض الشهداء، التي يحرك بها النظام افئدة الناس، وكأن العالم لم يشهد حركات تحرير ولم يسقط شهداء في اراضي كثيرة حول العالم.
وليعلم الجميع، أننا لم نقايض يوما قضية بقضية، فقضية الصحراء المغربية قضية وطنية، وقضية فلسطين قضية وطنية أيضا، وستبقى المملكة من أكبر المدافعين عن الحق الفلسطيني حتى تحقيق حل الدولتين، والجميع يعلم ما قدمته المملكة للشعب الفلسطيني ماديا ومعنويا وأموال بيت مال القدس، والمشاريع على أرض الواقع خير شاهد على ذلك.
الإخوة الأشقاء، يعلنون أن لا علاقة لهم بقضية الصحراء المغربية، بكل وقاحة وعهر سياسي، وفي نفس الوقت يستقدمون الحرس الثوري الإيراني وحزب الله لتدريب الإرهابيين بمخيمات تندوف، التي أصبحت وكرا للإرهاب على التراب الجزائري وبمشاركة نظام العسكر.
الجزائر مستعدة اليوم ان تعطي كل عائدات البترول والغاز لمن يقف معها ضد المغرب، تسابق الزمن في حشد اكبر عدد من المستبدين والاستغلاليين والطامعين في ثروات الشعب الجزائري، فقط للإضرار بمصالح المغرب، فماذا تريدون من المغرب أن يفعل؟
حين يتعلق الأمر بالوطن لا مكان للمشاعر، ولا مكان للمزايدات في القضية الفلسطينية، بل يجب ومن المفروض أن تكون وطنيا حرا، ليس هناك درجات في الوطنية، فإما وطنيا وإما خائنا.