يدهشك فن التعامل الراقي ويدهشك أكثر ما تلقى من ابتسامة مهيوبة من زميلنا الكفرنجاوي مدير اعلام مهرجان جرش في دورته الجديدة غازي بني نصر وهو من تتلمذ في مدارس الايثار والرجولة ؛ ولأنّ هذا المدير هو شعلةً مستنيرة من النشاط والحركة الدائمة منذ بدايات المهرجان ، وحتى ما قبله خلال التجهيزات والاستعدادات ، كان بني نصر في لقاءاته مع المثقفين والفنانين والهيئات الثقافية في المحافظات وفي نقاشه الجاد لضيوفه في ادارة المهرجان يقسم على كل الوطن وفي إطلاق إبداعاته مع الإعلاميين واهتمامه بالقيمة المضافة في كلّ نشاط ، كان يبشّر بتعامل حقيقي يدخل في ذهنية المتعاطي معه كلّه أنّه كان دائم الحضور بزيادة التعاون مع الإعلاميين فهو وسيلةً جيدة في الاستيعاب لترسيخ القناعة الوطنية لدى الآخر وغرس محبة الوطن من خلال التعامل والتعاون كيف لا وهو ابن القلعة الشامخة عجلون وابن الاردن البار مهوى المحبين والزائرين ....
ولقد عزز لدينا فهم الآخر وإيجاد مساحة كافية من الود وهو يسهم إسهاماً كبيراً في خدمة وطنه ضمن مجاله الإعلامي ، وهنا فإنّ مكالمة هاتفية واحدة فقط مع غازي بيك تكفي لأن تهدئ من روع المتحدث، فضلاً عن إسهاماته الكبيرة في التجوال على كل الإعلاميين وتفقد النواقص لديهم ليبحر من جديد في ترك بصمة لدى العاملين في مهنة المتاعب قبل أن يرسم بسمة وطنية لكل العاملين في المجال .
حقًا يا شعلة النشاط كانت مكالمة مثمرةً تلك التي جعلت من استراتيجية التعامل هي فهم النخب الإعلامية ومدى استيعابهم والتعاون معهم وانت تقدم نقاشاً ثرياً عبر الهاتف لتضيف كل ما هو ضمن أصالة التعامل واحترام الآخر ، ومن هنا فقد كانت تلك المكالمة هي اكتساب الخبرة الاعلامية والتعامل الراقي وتنمّ عن ذكاء ورؤية عملية تبتعد عن الكلام المُعدّ سلفاً للاستهلاك الإنشائي والذي يفرّق أكثر مما يجمع ، وتنسحب هذه الرؤية على كلّ الرؤى الأخرى في رقيك وتعاملك مع زملاؤك أبناء جلدتك ووطنك بالمحبة والتعاون والتكافل والإحساس الوطني …خطوةً أولى للتعامل معك والتي تركت لدي اثر وحفزتني بالبوح لك والفرح بالتحدث إليك وكم أعطيتنا شغفاً .....
وفي الوقت ذاته هنيئًا لوطني بكم وانتم تصنعون الحياة الثقافية الإعلامية من الفكر الوطني الموجود أصلاً منذ تأسيس الدولة الأردنية التي احتضنت فكر الهاشميين ودافعت عن الكينونة الأردنيّة أمام كلّ الأخطار والتحديات التي تفوّق عليها الأردن وهو يحتفل بمهرجان جرش فلهذا التأسيس الوطني العروبي الذي يستمد عمله واستمراره من أفكار وجدت بالاصل لتعزيز المكتسبات التاريخية والتنوع والانطلاق الواثق منها نحو العمل والبناء والتصميم والفكر والإنجاز
وفقكم الله صديقي ونتمنى المزيد من نثر الفرح في ربوع بلادنا .....