تسنم شعراء أردنيون وعرب في أمسية شعرية أقيمت مساء أمس الثلاثاء، في منتدى عبد الحميد شومان الثقافي بعمان، ضمن البرنامج الثقافي لرابطة الكتاب الأردنيين في مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الـ37، روابي الوجد والمشاعر الوطنية.
وفي الأمسية الشعرية التي ارتقى شعراؤها بالمفردة والصورة وجماليات التعبير، وقدمها نائب رئيس رابطة الكتاب الأردنيين القاص نبيل عبدالكريم، استهل أولى الصولات الشعرية الشاعر الدكتور حربي المصري الذي تميز بإلقاء خاص بصوته المديد الرخيم الجهوري، لينطلق بقصيدة سينية عمودية طويلة "عودة جساس” من ديوانه "آنست غيما”، ومطلعها (جهز سهامك قالت الأقواس/ عام ويأتي بعده جساس، وتعود بكر من خيام شتاتها / وتمشي ويرشد ظعنهم نخاس) في استدعاء لحكاية العرب القديمة المتجددة "حرب البسوس” وكأن به يربط الحاضر بالماضي، في إحالات إلى الراهن العربي وما اعتراه من تمزق وتراجع وضعف.
ويكشف في خواتيم قصيدته المحملة بالإحالات والرمزية العالية، عن البوصلة التي تستدعي المشاعر العروبية الوطنية بأبيات يستذكر فيها القدس حينما يقول (القدس خط فارق قال الذي/ في صفه الأطهار والأقداس، سيظل سور القدس يفرق بيننا ويظل فينا للهدى نبراس) ليختتمها ببيت (فادعو الجليلة كي تجيش نخوة/ للقدس يبني مجدها الحراس).
وختم الشاعر المصري صولته الشعرية بقصيدته الهائية الطويلة من الشعر العمودي، عالية الترميز، لا تبتعد كثيرا عن سابقتها في حسها العروبي وإحالاتها الى الرهن العربي، وحملت عنوان "سطور الريش فارغة” من ديوانه "روافدي في كل بحر”، وجاء مطلعها (عصفت ومد الشوك أثوابه / وسرت فنادى الفرض أوابه).
وتنتقل دفة الشعر في الأمسية التي حضرها عدد كبير من المثقفين والمهتمين، إلى الشاعر عمر أبو الهيجاء، الذي قرأ عددا من قصائد شعر التفعيلة والنثر والمحملة بمشاعر وجدانية عالية، ومنها قصيدة مطلعها (أغادر قلبي إليك/ فتلبسني غيمة/ أمد يدي / فتلقي الى يديك).
كما قرأ قصيدة من شعر التفعيلة بعنوان "اختلاف الفصول” ومطلعها (ويشربني الصمت في شهوة الريح/ واللحظة القادمة/ واصغي لكل الطبول/ ليبدأ ترنيم أيامنا الحالمة)، وقصيدة أخرى بعنوان "عناقيد الحرب” محملة بإحالات الى الراهن العربي.
وقرأ قصائد عاطفية قصيرة ومنها (امرأة تتقن فن العشق / يداها وردتان) وأخرى تمجد بالأم بعنوان "منديل صفائي”.
وتواصل الإبداع مع الشاعر التونسية سمية اليعقوبي التي تقترب قصائدها الوجدانية من المنحى الصوفي في التعبير، لتستهل بقصيدة "تكبيرة الماء” التي مطلعها (من "كل” إلى الطين.. حتى كبر الماء، من أول النطق.. حتى غرغرت ياء) تستحضر فيها المرأة وقضاياها وحضور الرجل.
كما قرأت عددا من قصائدها من شعر التفعيلة الأخرى التي تنقلت فيها بين هموم المرأة والإنسان في لغة شفيفة راقية، ومنها قصيدة مطلعها (على جفوني / أقام الليل موطنه).
ومسك ختام الأمسية كان الشاعر اللبناني الكبير طلال حيدر الذي قرأ عددا من قصائده المعروفة ذات البعد الوطني والرمزية العالية والصور الشعرية الشفيفة والتي تغنت ببعضها المطربة الكبيرة فيروز ومنها قصيدة "وحدن بيبقوا”.
وفي ختام الأمسية، سلم نائب رئيس الرابطة القاص عبدالكريم، بحضور الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبدالحميد شومان فلنتينا قسيسية، للشعراء المشاركين شهادات المشاركة والتكريم، كما سلم ممثل وزارة الثقافة إبراهيم العامري شهادة مشاركة وتكريم للقاص عبدالكريم.