عندما يأتي الحديث من شخصية وازنة واعتبارية على مستوى الدولة الأردنية بحجم فيصل عاكف الفايز رئيس مجلس أعيان وعيون الملك كإشادة بنوع الإعلام الأردني وأنه وجد لخدمة الدولة فهذا حديث كبير ومعناه كبير أيضاً ونظراً لإعجابي بالرجل في المواقف السياسية السابقة في إنحيازه للوطن دوماً، إلا أنني اقف إحتراماً لشخصه الكريم وعقله وقلبه الكبيران أيضاً في إدارته الديمقراطية لملف الجلسة الخاصة بمناقشة مجلس الأعيان مشروع قانون الجرائم الإلكترونية ومنح الجميع الوقت الكافي لكي يعبر عن رأيه لمناقشة مواد القانون ، والإعلام إذ يثمن هذه الإدارة الحكيمة للجلسة ليثبت من جديد بأنه الفارس الذي لا يكبو جواده ، وفي معرض انقسام السادة الأعيان بالموافقة أو الإضافة أو التعديل على مواد القانون وبالرغم من خلفياتهم الحزبية والاجتماعية والسياسية إلا أنه كان قائداً على قدر المسؤولية في جلسة أقرب ما تكون وطنية بإمتياز لما تضمنته من استشعار للهم الوطني الوقوف على مواد القانون، ليقف الرئيس الفايز في موقع أخر في العاصمة عمان وكعادته في القياس والإجتهاد ويغرد بإشادة منه بدور الإعلام الوطني الأردني بكافة أطيافه ومؤسساته في خدمة الدولة الأردنية وهذا ما طلبنا به ولا زلنا بعقد مؤتمر وطني إعلامي أردني يكثف جهوده لخدمة الوطن .
وخلال رعايته لندوة نظمتها جمعية سيدات ورجال الأعمال الأردنيين المغتربين تناولت دور الاعلام في تعزيز جاذبية الاستثمار وتوطين راس المال حللت حديثه بأن الإعلام الأردني كسلاح الدولة الرديف لأجهزتها ومؤسساتها فالإعلام هو مجموعة من قنوات الاتصال المستخدم فى نشر الأخبار والترويج للدولة ومنجزاتها وهو وسيله اجتماعية رئيسيه للتواصل مع المجتمع ، وهو هنا يشير الى نعومة هذا السلاح إذ أن هذا السلاح هو صمام أمان مؤسسات الدولة جميعها فحينما تشير الى خلل ما في أحد المواقع فهي تضع يدها على الجرح لعلاجه وتسهم بإيجابية مع إدارة هذه المؤسسات في علاجه ولكي نكون في صف الوطن لا أن نغرز في الجرح إيلاما، ونساهم في التخفيف من الالام في هذه المؤسسات والمشاركة في نشر إنجازاتها والإضافة عليها وتشجيعها لا الوقوف نداً لها .
والمراقب لحديث الفايز في الندوة يستشعر مدى حرقة الرجل على الوطن فهو بقربه من مطبخ صنع القرار يشيد بالجهود الملكية ويعتبرها مرتبطة بالإنجاز الوطني فترويج وأستثمار للوطن الأردني وجلب وتوفير بيئات جاذبة من شأنها أن تعزز الاقتصاد الوطني وتدفع بعجلته الى الامام لكي يكون الإصلاح الاقتصادي ذو تنمية مستدامة ويتعدى الحديث والتنظير بالتخفيف من وطأة البطالة وحدتها والتي تنهش يومياً بجسد الوطن وإيجاد حلول جذرية للتخفيف منها ومن وتيرة تسارعها والذي يؤثر بالمجمل على الناتج العام .
تبادل الأفكار هي احدى وظائف الإعلام ما بين المجتمعات وتزويد الأفراد بالمعلومات المهمة والضرورية لفهم المجتمع والعالم المحيط هو توفير المعرفه المناسبه للأفراد مما يساهم فى تعزيز تفاعلهم مع المجتمع والوطن ، فقد سعى الفايز في معرض حديثه أن يكون هذا الإعلام ويترجم لاستبدال التصريحات الهدامة بأخرى تسهم في بناء الوطن والابتعاد عن خلق وبث طاقة سلبية واستبدالها بإيجابية والنظر الى الإنجازات والثني عليها وعدم التقليل منها وعدم الولوج الى الإخفاقات لكي تكون البيئة جاذبة لا طارده لأنه إذا ما أردنا وطن قوي داخلياً وخارجياً فإنه لزاماً علينا معشر الإعلاميين والكتاب والصحفيين دور كبير لمؤازرة الوطن لأنه باق ومخلد وكلنا راحلون لتتعدى أدوارنا ومسؤولياتنا ونصبح شركاء فعليين في المساهمة ببناء وطن خالي من الكذب والإشاعات ونبني معه في كافة القطاعات .