يميل عشاق السيارات تقليديا إلى الماكينات الألمانية واليابانية، لكن الأرقام الجديدة تعتبر أن هذا التوجه يبدو في طريقه للنهاية.
فعلى مدى عقود، كانت الدولتان تتنافسان على مكانة أكبر مصدر للسيارات في العالم ولكن يبدو، أن هيمنتهما تقترب من نهايتها حيث تعد الصين بالفعل أكبر مصنع للسيارات في العالم ، وهي في طريقها للتغلب على منافسيها في الصادرات أيضًا، بحسب الايكونوميست.
وحتى سنوات قليلة ماضية فقط، توقفت محاولات شركات صناعة السيارات الصينية للتوسع في الأسواق الخارجية حيث إنه في عام 2015، صدرت الصين أقل من 375000 سيارة سنويًا، أي أقل من الهند، وحوالي ما شحنته ألمانيا واليابان في شهر واحد.
ولكن في عام 2020 ، غيرت الصين مسارها. وفي العام التالي، عام 2021، صدرت ما يقرب من 1.6 مليون سيارة وصدرت في العالم التالي، 2022، 2.7 مليون سيارة. ومن المقرر أن تزداد المبيعات الدولية خلال العام الحالي حيث تظهر بيانات الجمارك أن الصين قد صدرت ما يقرب من مليوني سيارة في الأشهر الستة الأولى فقط من العام ، أو أكثر من 10000 سيارة في اليوم.
ويتم تصدير السيارات الصينية بشكل أساسي إلى الدول الفقيرة، ولكن الآن العديد من المستهلكين الغربيين يشترون سيارات صنعت في الصين لأول مرة. وزادت صادرات السيارات الصينية إلى أستراليا ثلاث مرات على أساس سنوي في النصف الأول من العام الحالي، لتصل إلى أكثر من 100 ألف سيارة وارتفعت المبيعات إلى إسبانيا 17 ضعفًا لتصل إلى 70 ألف سيارة.
والعديد من هذه السيارات تحمل علامة تجارية غربية. فمثلا هناك ما يقرب من عُشر السيارات التي تم تصديرها في العام الماضي هي من شركة تسلا ، وهي أمريكية للسيارات الكهربائية و سيارة ام جي ، التي بدأت كماركة بريطانية ، وشركة فولفو السويدية لصناعة السيارات ، المملوكة حاليا لشركات صينية.
وتعد خبرة الصين في مجال السيارات الكهربائية مسؤولة جزئيًا عن زيادة الصادرات. لكن على الرغم من كل قوتها التصنيعية ، لم تتقن الصين أبدًا محركات الاحتراق الداخلي ، التي تحتوي على مئات الأجزاء المتحركة ويصعب تجميعها. وفي مقابل ذلك، ساعد تقديم المركبات التي تعمل بالبطاريات الصين على اللحاق بالركب.
واستثمرت الصين في تكنولوجيا السيارات الكهربائية بقيمة تصل إلى 676 مليار يوان (100 مليار دولار) بين عامي 2009 و 2019 وتمثل السيارات التي تعمل بالبطاريات اليوم خمس مبيعات السيارات في الصين وثلث الصادرات، أما في اليابان فتمثل ٤٪ وفي ألمانيا تمثل، 20٪ فقط من الصادرات.
وأدت الحرب إلى زيادة الصادرات الصينية إلى روسيا حيث استوردت روسيا وفي النصف الأول من العام الحالي حوالي 300 ألف سيارة صينية بقيمة 4.5 مليار دولار ، بزيادة ستة أضعاف عن عام 2022 وفي يوليو/ تموز، شكلت السيارات الصينية ما يقرب من 80٪ من الواردات ، وفقًا لشركة الأبحاث أوتوستات .
ويبدو من غير المرجح أن تتباطأ طفرة الصادرات الصينية قريبًا. وتقدر شركه الاستشارات آلكس بارتنرز أن صادرات السيارات الصينية الأجنبية يمكن أن تصل إلى 9 ملايين سيارة بحلول عام 2030 ، أي ضعف صادرات اليابان في عام 2022.
وعلى الرغم من أن هذه العلامات التجارية المحلية لا تزال غير معروفة نسبيًا في الغرب ، إلا أن السيارات الصينية تميل إلى أن تكون رخيصة حيث آنه في المتوسط تكلف السيارات الصينية حوالي 40٪ من تكلفة المركبات الألمانية كما تحظى بشعبية في الأسواق الناشئة مثل البرازيل.