بتوجيه من الأستاذ الدكتور أحمد منصور الخصاونة رئيس جامعة إربد الأهلية، فقد قام بتوجيه طاقم من الجامعة مكون من: الأستاذ مالك الشياب/ مساعد مدير دائرة العلاقات العامة والتسويق، والآنسة روان اليوسف/ العلاقات العامة، والسيدة ميسون أبو عباس/ مشرفة النشاط الفني في عمادة شؤون الطلبة، للذهاب إلى منزل والد الطالبة منة الله في محافظة المفرق تكريمًا لها لتفوقها في امتحان الثانوية العامة في الأردن، بمعدل (%95,75).
وقد قام الأستاذ الدكتور الخصاونة، بنشر عبر حسابه في الفيس بوك بتقديم التهنئة والتبريك للطالبة "منة الله"، قال فيها: منة الله طالبة مصرية، مَنَّ الله عليها بالتفوق في امتحان الثانوية العامة في الأردن، بمعدل (%95,75)، وما أروعه من تفوق! وما أجمله من نجاح! حينما تمتزج مشاعر الأردنيين فرحًا بمشاعر منة الله وأهلها، لتعبر عن هذا المركب من المشاعر الجياشة، ولأن جامعة إربد الأهلية هي جزء من هذا النسيج الجميل، ولطبيعة موقعها الجغرافي المميز الذي يتوسط حدود أربع محافظات (المفرق، وجرش، وعجلون، وإربد)؛ فقد أصرت بواجبها الاجتماعي بأن تكون سباقة لمشاركة منة الله وأهلها بهذه الفرحة الغامرة؛ لتكريم منة الله، والمبدعين من أبناء الوطن، وهذا ديدن الجامعة على الدوام في الالتفات إلى كل ما هو جميل، وتكريم المبدعين أينما كانوا، ولإبنتنا منة الله (هنيئًا لك هذا التفوق، وهذه المشاعر الصادقة لوالدك، وبارك الله بأهل الأردن جميعًا).
ويشار إلى والد الطالبة العامل المصري تمام، يعمل في الأردن كبائع ساندوتشات بدرجة دكتور متجول على عربة متنقلة منذ 27 عاماً، ولكن لا أقارب له يشاركونه فرحة تفوق ابنته، فما كان من مجموعة شبان في المفرق إلا أن أقاموا حفلاً كبيراً لابنته مقدمين مثالاً رائعاً عن التكافل الاجتماعي والتواصل بين الأشخاص من خلال إقامة حفل نجاح كبير لفتاة مصرية تفوقت وبمرتبة الشرف في امتحانات الثانوية العامة في الأردن؛ بهدف إدخال الفرح والسرور إلى قلب منة الله، والتي تفوقت بالتوجيهي وحصلت على معدل 95.75% بالفرع العلمي، وهو إنجاز كبير مقارنة بباقي النتائج في المنطقة، ولم يقتصر الأمر على الحفل، فقد توجه مجموعة من الشبان لزيارة العائلة في منزلها وقدموا لها جهاز "لابتوب" ليساعد الفتاة في دراستها المستقبلية.
منة الله ابنة النيل، لقد وسمت الفخر على جبين والدها، الرجل الطيب الذي احتل قلوب أبناء المفرق رغم بساطته، حاكت منة الله من سهر الليالي وزخم الكتب منديلًا لتمسح العرق المتصبب على جبين والدها، ذلك الرجل البسيط الذي اضطر ليعيش غريب الديار عن أهله مدة 27 عامًا؛ ليكسب قوت يومه من عربة متنقلة صغيرة، يخرجها من بيته صباحًا، ليعود في المساء حاملًا لقرة عينه كتبًا وكراسات، وكله أمل بأن ابنته ستنهي مسيرة الكفاح بمعدل ينسيه كل تعبه وشقائه، لكن الأروع من ذلك أن ما حصدته ابنته في امتحان الثانوية هزّ قلوب أهل الأردن، كما هزّ قلوب عائلتها، هكذا هم النشامى دومًا أهل للنخوة والشهامة، فقد وصلت أهازيجهم وصوت دبكاتهم ضفاف النيل، لتثبت للجميع أن منة الله هي ابنة الأردن كما هي ابنة مصرالشقيقة.
نعم لقد أصبحت الطالبة المصرية منّة الله عماد مثالاً للإرادة وتحدي الظروف الصعبة، واستطاعت كسب احترام الجميع خلال قصة كفاحها، والتفوق في دراستها، حيث كانت تعيش في سكن بلا أثاث وتدرس على "جردل بلاستيكي" ولكنها لم تسمح للظروف بالانتصار عليها، واعتمدت على الإرادة الحديدية بتوفيق من الله لتحقيق النجاح "الذي أبهر الجميع"، وكانت منة الله تحرص على أداء الصلاة في وقتها وقراءة القرآن الكريم، وكانت والدتها الداعم الرئيسي لها خلال الفترة الماضية.