ان من اهم عناصر النجاح في المعركه ان تعرف عدوك كيف يخطط ويفكر ويطور استراتيجياته العسكريه وتكتيكاته التعبويه وكل ذلك يجب ان يترجم الى اهداف يتم التعامل معها عسكريا في حال نشوب اي صراع مع العدو الرئيسي والمحتمل على السواء .
تعمد الدول النشطه والمتقدمه علميا وعسكريا إلى تاسيس وحدات تسند لها هذه المهمه وتعمل بالسلم وتنشط بالحرب لتكون على استعدادا لاي تهديد محتمل ومن اهم واجباتها الاساسيه صناعة الاهداف وتقدير مدى تاثيرها واهميتها الاستراتيجية للدول المستهدفة.
ومن المناسب ان تتبع هذه الوحده للاستخبارات العسكرية ، لتساهم بشكل أساسي بتشكيل الخريطه الاستخباراتية بمجملها العام وذلك من خلال جمع البيانات باستخدام ذكاء الإشارة (SIGINT)، والذكاء البصري (VISINT)، والذكاء البشري (HUMINT)، والذكاء الجغرافي (GEOINT) ، وغير ذلك.
تعمل هذه الوحده على جمع المعلومات الاستخبارية المرئية، بما يشمل البيانات الجغرافية من الأقمار الصناعية والطائرات، إضافة إلى رسم الخرائط وتفسير الذكاءالمرئيVISINT للقوات في ساحة المعركة وصنّاع القرار العسكري.
بالاضافه إلى تزويدها بمعلومات استخباراتية دقيقة بناءً على قدرات رسم الخرائط ثلاثية الأبعاد المتقدّمة التي تطوّرها وخصوصاً في المناطق الحضرية الكثيفة بالسكان وذلك من خلال رسم خرائط للمباني والأهداف ، وأكثر من ذلك تقوم بتزويد الطيارين من خلال الخرائط الثلاثية الأبعاد بصورة كاملة لبنك الأهداف قبل التوجّه لضرب تلك الأهداف.
ويجب ان تتميز من الناحية التقنية من خلال توفير تحليل التضاريس الجغرافية لما يطلق عليه (ارض العدو )وذلك عبر الذكاء الجغرافي الصناعي GEOINT على مرّ السنين،
وهناك على سيبل المثال لا الحصر وضمن منطقتنا ما يسمى وحده ٩٩٠٠ الموجوه بالاستخبارات العسكريه الاسرائيليه تتحدث الدراسات والتقارير التي تناولت هذه الوحدة أن أفرادها يتمرنون على اختبارات في القدرات البصرية والتحليلية، وبعض هؤلاء الأفراد يتم اختيارهم منذ الصفوف المتأخرة في المدراس، ويعمل هؤلاء الأفراد على كشف التفاصيل الصغيرة والدقيقة التي لا يتمكّن معظم الإفراد العاديين من كشفها، إضافة إلى أن هذه الوحدة تضم 51% من العنصر النسائي بداخلها، يضاف إلى أنها تعمل على استقطاب جنود مصابين بمرض التوحّد نظراً لقدراتهم على التحليل وقوة الذاكرة.
يعمل في هذه الوحدة مئات المجنّدين، ويطلق عليها اسم "الأخت الصغرى"، وقائدها برتبة عميد، ويساعد عملها على رسم القرار العسكري من خلال تسليم المعلومات والبيانات لقيادة الجيش ، والتي تساعد بطبيعة الحال في العمليات العسكرية في الحروب والاغتيالات، والعمليات التي يتم شنها في المناطق الفلسطينية، ومناطق التأثير والاهتمام الاخرى .
لا يوجد تنظيم موحد لمثل هذه الوحدات ولكل دوله تحديد التنظيم الذي يناسب طبيعة التهديد المحتمل والامكانيات المتوفره ولكن هناك تنظيم كاطار عام يمكن البناء عليه عند تأسيس هكذا وحدات واهمها ما يلي :
١. قسم للأقمار الصناعية .
٢. قسم رسم الخرائط: من خلال هذا القسم يتم توفير خرائط يعتمد عليها في جمع المعلومات الاستخباراتية لمساعدة الجيش في العمليات التنفيذية وكل ما يحتاج إليه، ويجب ان يقوم هذا القسم بتحديث الخرائط بانتظام من أجل إنشاء بنية تحتية للجيش بشكل عام، وإجراء أبحاث استخباراتية، وان يضم فرقاً خاصة تقوم ببناء محاكاة ثلاثية الأبعاد لمناطق الصراع المحتمله.
٣. قسم لطائرات الاستطلاع وذلك لإجراء الطلعات من أجل جمع ذكاء بصري سريع وعالي الجودة.
٤. قسم لفك التشفير: ليعمل على فك التشفير الاستخباراتي لجميع القطاعات، ويكون مسؤول عن توجيه جمع المعلومات، ويعتبر الهدف منه الى تحويل الجمع المرئي إلى معلومات استخباراتية فعلية، ولديه القدره متخصصه في فك رموز الصور الجوية الوارده .
٥. قسم العمليات : يسعى إلى تطوير أنظمة تكنولوجية متقدمة لجعل المعلومات الاستخباراتية في متناول المقاتلين في الميدان، ومن خلال هذه الأنظمة يكون التعامل مع وسائط إطلاق النار أكثر فعالية وحيوية.
٦. قسم الطائرات المسيره: يكون الهدف الأساسي منه تنسيق عمل معدات الطائرات المُسيّرة، والدوريات الجوية المشتركة وبالتنسيق مع الاسراب في سلاح الجو بالاضافه الى توفير "منظر علويّ" مباشر من خلال عمليات التصوير الآنية، للسماح للقوات بفهم جميع الخيارات التي تواجههم، وهو مرافق جوي للقوات في الميدان، وكذلك هو مسؤول عن تشغيل معدات التصوير، وملاحة الطائرات.
ومن اهم الخطط التي تسعى الدول لتصميمها وتطويرها اضافة لما سبق خطة التحوّل الرقمي لكافة مرافق الجيوش .
كما يجب ان تسعى الدول بشكل متواصل للسيطرة على فضاء الدول الأخرى كمصدر غني بالمعلومات التى قد تحول الى استخبارات مهمه تساعد القاده في الميدان على بناء خطط ناجحه ومؤثره سواء الدول التي تصنّف تحت بند الدول المعادية أو غير المعادية، ويجب ان تسخر الدول سواء العنصر البشري، أو العنصر الإلكتروني، وتقوم بالدمج بين العنصرين بتاسيس مثل هكذا وحدات للحفاظ على زخم معلومات بتحليل مهني مدروس لمخرجات سليمه وواقعيه تعزز وتساهم باتخاذ قرارات سليمه تحقق المهام المطلوبه باقل وقت وجهد وخسائر بشريه .
(هذه دراسه بحثيه أملا الاستفاده منها والبناء عليها من المهتمين )..