الهلال الشيعي مصطلح استخدم لأول مره من الملك عبداللة بن الحسين في نهاية عام ٢٠٠٤، عندما كنت دارسا في كلية الدفاع الامريكية National Defense University (NDU) في برنامج الدراسات الأمنية والاستراتيجية، هذا المصطلح الجديد اقلق وحيّر المُفكرين والاكاديميين والاستراتيجيين والسياسيين والامنيين والعسكرين .وبعد مرور ما يقارب ١٨ عشر عاما ، فان هذا الهلال الشيعي قد اشرق من جهة الشرق ، مغيرا ديموغرافية المنطقة .
بعد انطلاق هذا المصطلح الاكاديمي الجديد ، طلبت الجامعة من المشاركين تخصيص وقت للبحث والدراسة في هذا المصطلح ، عندها تحولت الأنظار نحو المشاركين الأردنيين ، نظرا للخلفية الثقافية لبقية الزملاء من باقي دول العالم بما فيهم الامريكان، فكان المطلوب استخدام أسلوب التفكير النقدي Critical thinking الذي يقوم على طرح الأسئلة Question والتحليل Analyze والتفسير Interpret والتقييم Evaluate وإصدار الأحكام Make a Judgment ،أي ماذا يعني هذا المصطلح وكيف نستطيع ان نوقف هذا الهلال الشيعي، فقدمت ورقة حول تعزيز إقليم كردستان والدور الذي قد يلعبه في ان يكون منطقة عازلة.
واليوم بعد مضي أكثر من أسبوعين علـى ثورة الدروز في محافظة السويداء، بسبب ما ظهر بظاهرة للإعلام انه للظروف الاقتصادية والاجتماعية والاضطهاد والظلم الذي وقع عليهم كأقلية، متسترا في باطنة تشكيل إقليم للدروز او دويلة الدرزية، فالشرارة او الرصاصة القاتلة قد انطلقت نحو نظام بشار الأسد، على الرغم من ان هذا التحرك او التمرد الدرزي، يعتبر متأخرا نوعا ما كون الدروز عند انطلاق الثورة السورية قبل أكثر من عشر أعوام، لم يتحركوا متخذين جانب الحياد، فالمنطقة قريبا قادمة علـى تغير جيوطائفي وجيو سياسي.
ومع هذا التزامن والتسارع بالأحداث في محافظة السويداء، الذي تزامن خلال الأيام القلية الماضية بقيام الجيش الأمريكي ،وفق تصريح وزارة الدفاع الامريكية بتاريخ ١٥ أغسطس ٢٠٢٣ ، باستبدال قوات الحرس الوطني اوهايو Ohio National Guard التي لا تعتبر نوعا ما كقوة قتالية ، بالفرقة القتالية الجبلية العاشرة الامريكية 10th Mountain Division التي اعرفها جيدا خلال خدمتي في أفغانستان عام ٢٠١٠ ، والتي تتألف من اكثر من ١٨ الف مقاتل، حيث سينتشرون في العراق وشرق سوريا، كما ظهر ذلك بحسب وسائل الاعلام ،بعد ان شوهدت اليات ومعدات عسكرية تتحرك نحو إقليم كردستان واربيل ، والذي أكده تصريح العقيد ماثيو برمان Col. Matthew Braman قائد القوة الجديدة ، حيث أشار الى ان هذه القوات ستكون لإسناد ودعم القوة القتالية المشتركة في علمية العزم الصلب Combined Joint Task Force – Operation Inherent Resolve ، التي أنشئت بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش من بقيادة القيادة المركزية الامريكية في أكتوبر ٢٠١٤، وتحت قيادة الجنرال ماكفارلين Major General Matthew McFarlane.
وبعد ربط هذه الاحداث الهامة فيما بينها فان المنطقة ستشهد مراحل "والله اعلم" على الشكل التالي:
أولا: ستتحول ثورة الدروز لتصبح تمرد على النظام السوري، يبدأ من السويداء الى ان يصل الى المناطق الدرزية في جرمانة وغيرها.
ثانيا: سيقف دروز لبنان لدعم هذه الثورة، كون الدروز طائفة مترابطة عقائديا واجتماعيا.
ثالثا: سيرد بشار الأسد بقصف مناطق الدروز بالبراميل المتفجرة فقط.
رابعا: سيتحرك الدروز في شمال فلسطين ويشكلون جبهة النصرة الدرزية في المناطق العربية في الجولان.
خامسا: سيلتقي ويتحد دروز سوريا ولبنان مع دروز القنيطرة والجولان.
سادسا: ستشكل الدولة او الدويلة الدرزية او الإقليم الدرزي في الجنوب السوري ومنطقة الجولان.
سابعا: ستتدخل الفرقة المقاتلة الجبلية العاشرة بعد ان تكون هناك مجاز، وذلك بإسناد وقيادة القوات الخاصة الامريكية " الطواقي الخضر"Green Beret "، الذين يؤمنون في عقيدتهم القتالية منذ تأسيسهم ، بما هو مكتوب على شعارهم الذي يرتديه كل ضابط وفرد متوسطا غطاء الراس بكلمات كتبت في اللغة اللاتينية DE OPPRESSO LIBRE " سوف نحرركم من الاضطهاد والظلم " والمقصود هنا الدروز "The motto is translated as "From Oppression We Will Liberate Them".
ثامنا: سيصدر مجلس الامن قرار في انشاء منطقة او إقليم للدروز في الشمال السوري وتتحول الطواقي الخضر الامريكية الى الطواقي الزرق من قوات الأمم المتحدة United Nations.
تاسعا: سيعترف العالم بالدولة او الإقليم الدرزي الجديد.
عاشرا: قد يتساءل البعض منكم!! ما هو مصير الطائفة الدرزية في الأردن والتي تسكن بالقرب من الحدود الشمالية والشرقية من حدود المملكة.
فالجواب: إن دروز الأردن لهم حقوق وعليهم واجبات، فهم بني معروف وهم احفاد سلطان باشا الأطرش، (١٨٩١-١٩٨٢) الذي كان اول من رفع علم الثورة العربية الكبرى، قبل ان يدخل جيش الملك فيصل الأول الى دمشق عام ١٩١٨.
وهو الذي رفض العرض الفرنسي ان يحكم دولة باسم جبل الدروز في السويداء.
وهو الذي دعا الملك فيصل الى التحصّن في جبل الدروز والمقاومة بدل ترك سوريا، لكن الملك فيصل كان يعتقد بان الأوان قد فات.
وفي الختام، إن بني معروف هم يعيشون كمواطنين اردنيين، معززين مكرمين، تحت ظل حكم هاشمي عادل، وسيبقون أوفياء لبلدهم الأردن.