بقلم باحث دكتوراه : عدنان متروك شديفات ...نيروز خاص
في بداية هذا المقال أود أزجي لرئاسة الجامعة ممثلة بعطوفة الأستاذ الدكتور أسامه نصير ولكل العاملين المتقاعدين، واللذين أرتبطوا وثيقاً كتؤأم مبانيها والشجر، وكذلك الزملاء حالياً بالجامعة مرددين لهم دعواتنا بأن يجازوا بما عملوا على جهودهم الخيرة وبمناسبة اليوبيل الفضي والذكرى الثلاثون لتأسيس جامعة آل البيت ، نستذكر اليد العليا التي أمتدت بالخير على كل ساحاتها ، فثلاثون عامًا وجامعة آل البيت تحيل الرمال الى صروح علمية شامخة، الجامعة التي وصفها جلالة لمغفور له الملك الراحل الحسين بن طلال بأنها واحة غناء في وسط الصحراء، وهي تجسد مرحلة من العطاء والبناء ومسيرة التحديث والتطوير بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وهي إذ تلتف بسياج من الخضراء وابناؤها اللذين تخرجوا منها على مدى العقدين الماضيين فتعلموا طيب المعشر وحسن الخلق وإكرام الضيف وتربوا على أخلاق آل البيت فهم أبناء وطن يحافظون على وحدة الصف الوطني رفعةً من الاخلاق ويعكسون ما استمدوه في محاضراتهم من عترة آل البيت الاطهار بكل فخر واعتزاز وكأنها بستان الفته الطيور فصباحها مسك وعنبر ومساؤها تطيب بين جنباته الراحة ومأذن مسجدها قمراً ينير دروب كتف الصحراء وقد ناجت ابناء الشعوب الإسلامية أن هلموا ألينا وأشربوا من معيناً كله علما ..
اليوم وقد غدت هذه الواحة محجاً لكل الباحثين عن التميز والإبداع والنهل من معين المعرفة ، وبالرغم من التحديات والصعوبات المالية التي تواجهها إلا أن هذا المنجز سيعتلي منصات الإشادة والتكريم قريباً وسيكون لها شأن خاص ذات يوم لأنها نقطة مضيئة ومصدر إلهام وشعاع منير بما تحتويه من مجتمعات وهويات وثقافات متنوعة وصلت الى اقاصي الشرق بنوعية طلابها الخريجين والى مدى الغرب بمن أرسلتهم في الابتعاث لتكون إستثنائية بين مثيلاتها على ساحة الوطن الاكاديمية، مما يدعونا للفخر والإعتزاز لبذل المزيد من الجهود للارتقاء بالجامعة الحبيبة والبيت الثاني لنا ، والتي يسعى رئيسها الحالي وهو أحد رواد التحديث والتطوير ويمتلك خبرات كثيرة إبان تقلده العديد من المواقع واللجان الملكية وكذلك العلمية والتعليمية والإدارية في الجامعات وهو من أهل العلم والدراية والإختصاص بشؤون التعليم العالي ويبذل أقصى طاقته لتكون آل البيت ضمن مصاف الجامعات العالمية قريباً، والحفاظ عليها منارةً للعلم والمعرفة في الأردن والوطن العربي والعالم الإسلامي .
ومما يبعث في النفس الإعتزاز أيضاً ، أن ما يجعلك ترتاح في جنباتها وتشتم رائحة مبانيها التي تكتنز في معاصرتها للتنمية وما تنثره من عبق الماضي وأصالة الحاضر والكثير من الوجد وتعزيز قيم المحبة هنا وهناك في أهزوجة أردنية وترويدة وهي اللذة التي ارتسمت ملامحها على وجوه احبتها اللذين أحتضنتهم ولم تذيقهم ألم العبرة بل روتهم من مأاقيها ، وأنت تهيم في المكان وتستشعر معه مسافة ثلاثون عاماً من الزمن تتسابق أليك الذكريات ولكل من أسسوا فيها لبنه، ويشاركها ما استنزفت من أبناؤها من الجد والإخلاص والتعب لتتوقف مرةً على الرصيف ويأخذك الهيام الى أبعد مدى وفي ظلال أشجارها مرات وأنت تسترجع الماضي بلغتها العربية لغة الامه .. فسلام عليكم اهل الجامعة من إدارةً وعاملين حيث تربض على مثلث محبة يربط السعودية والعراق وسوريا ... وسلام عليكم أهل القران وأهل العربية أهل البيت سدنة حرفها ورعاة معجمها ووعاة شواهدها ومن أفاؤوا أليها لتتلاحم فيها وحدة الفكر واللغة والرؤية .
نشعر بالفرح والغبطة حينما يهمس احدهم ألينا بأن فكرة ما سيتم تجسيدها بالجامعة، ونفرح أكثر حينما نسمع صوت عميد آل البيت جلالة سيدنا على منابرها وفي قاعاتها وهو ينحاز لها وهو من أوصاة الحسين بها خيراً ...