منذ اللحظات الأولى للفاجعة التي حطت على المملكة المغربية، شهد المغرب موجة عارمة من التضامن العفوي والصادق الذي عز نظيره، من كل فئات المجتمع المغربي، المشهود له بأنه من أقوى مجتمعات العالم تضامناً وبذلاً وتواداً وتراحماً.
و رغم الاقتتال الليبي والحرايب والثارات وبحر الدماء ومحيط المصالح وتدخل قوى سياسية اجنبية طامعة، فقد شهدت ليبيا تضامنا من ابنائها الذين ادركوا ان الكارثة المروعة غير المسبوقة التى ضربت بلادهم، تقتضي وحدتهم الوطنية لمواجهة بعض ويلاتها.
ويشهد المغرب وليبيا موجة تضامن عارمة من معظم دول العالم وعروضاً لتقديم كل اشكال الدعم والمساندة، وفي المقدمة بلادنا، التي ترتبط بليبيا وبالمغرب ملكا وحكومة وشعبا بأكثر الروابط متانةً وعراقةً.
فقد بادر ملكنا الغالي عبدالله الثاني، فبعث برقية تعزية وتضامن إلى أخيه الملك محمد السادس ملك المغرب، موجهاً الحكومة إلى تقديم ما يلزم من المساعدات، فروابط الصداقة والأخوة تسطع وتبرق في الملمات والنكبات.
وبعث الملك عبدالله برقية تعزية وتضامن إلى أخيه الدكتور محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي بضحايا الإعصار والفيضانات التي ضربت ليبيا، التي ستزيل ليبيا آثارها كما ازالت الطاغية المذهون.
ونسجل ان استجابة مؤسسات الشعب المغربي وخاصة الجيش المغربي، لمواجهة الكارثة والتخفيف من وقع صدمتها، كانت وما تزال، استجابة على أعلى درجات الكفاءة والقدرة والسرعة، رغم احزان هذا الشعب العظيم وارتدادات الزلزال المتلاحقة والانجرافات والانزلاقات والأمطار ووعورة الدواوير وانسداد الطرق وانهيار اجزاء رئيسية منها.
ويثلج صدورنا ان بلادنا القوية الجميلة تكون دائما على الموعد وتمد بتوجيه من جلالة الملك الغالي، أيدي العون الخبيرة المدربة، في المحن والازمات التي تضرب شعوب العالم، شركائنا على هذا الكوكب الجميل، مما يعزز علاقاتنا وصداقاتنا اكثر واكثر بشعوب العالم.
وها هي المستشفيات الميدانية الأردنية، المنتشرة في أكثر من دولة وقطاع، خير سفير لمملكتنا الأردنية الهاشمية وتعبير عن عمق روح التضامن التي تشع من ابناء شعبنا العربي العظيم.
قلوبنا مغربية وليبية هذه الأيام الصعبة على أهلنا في البلدين العزيزين اللذين يخوضان الآن اصعب المعارك واقساها.