أجزم أنه قد لا يوجد بلد في المنطقة العربية حسب ما أعرف يتهافت أهله على تعليم أبنائهم مثل الأردن، ولعل دراسة الطب بكافة تخصصاتها هي الأكثر جاذبية عند الاردنيين لأسباب متعددة لعل أبرزها اللقب فأن يكون الشاب دكتور يعني محلاً لتباهي والديه وربما أقاربه وحتى منطقته !!
ومع ان كثيرين قد درسوا الطب في بواكير تأسيس المملكة لكن قليلون من حفروا أسمائهم بأحرف مضيئة وبرز هنا جيل الأوائل ممن أصبحوا أطباء رغم صعوبة أحوالهم !!
الجيش العربي كان وما زال المؤسسة الريادية الأولى التي أخذت الصدارة ونالت الثقة من خلال الخدمات الطبية الملكية ومكانة الجيش في الوجدان الوطني الاردني
فالمريض الذي يتلقى علاجه في مستشفياتها جزء من علاجه وشفائه هي الثقة بمنتسبي هذه المؤسسة وبمستوى الطيبة في التعامل من أبنائها !!
الطبيب متروك حنيان العون له من أسم عائلته كل النصيب فأن ذهب الطفل المريض للمدينة الطبية حتما ً سيكون في عناية الرحمن ومن بعد رعاية الدكتور العون !!
الأمهات الاردنيات من كل مناطق المملكة يذهبن هناك للسؤال عن متروك وربما دون موعد مسبق فلا يجدن إلا الترحيب والبساطة واللهجة المحببة لقلوبهن التي يدخل اليها الاطمئنان مجرد ان يفحص الدكتور متروك حالة الطفل !!
متروك الطبيب والبدوي والمزارع بقي هو هو رغم علمه وكفاءته ومستواه ورتبته فالباشا لم يتبدل عند أهله منذ ان كان برتبة ملازم أول طبيب حتى أصبح لواءً
عندما تعرض الايتام في مبرتهم ذات يوم للإهمال وتنادى المغفور له الملك الباني الحسين بن طلال وأقال حكومة من أجلهم كان الخيار الأول متروك العون طبيب الأطفال الذي أشرف على رعاية حالات اطفال الحسين وأبنائه
أبا حمزة شكل وحده مؤسسة طبية متكاملة متنقلة بين البوادي والمخيمات والمناطق النائية وحتى العاصمة فكل أيامه عمل لوجه الله ومساندة الفقراء والمحتاجين في كل حدب وصوب لذا أحبه الناس ووثقوا به، ونراهم اليوم يضرعون إلى الله ان يشافيه ويعافيه ويعيده لهم سالما ً غانما ً معافى،
حماك الله ورعاك أيها الانسان البهي طيب السجايا وعظيم القيم النبيلة وأنت تغادر وطنك وأهلك في رحلة شفائك أنه سميع مجيب الدعوات .