إلى المعلّم المعلّم الذي يبني وطنا في عمق إنسان ،ويحكي قصة نضال في قلب بشر ،إلى الأيدي البيضاء التي تُنعم بالخير وتنشر السلام كل صباح ،إلى أصحاب الفضل ورُعاة الأولّة الذين لا يُلحق لهم فضل ولا يُجزى عن عطائهم عطاء .
إلى المعلم الحقيقي الذي يرتب المبعثر وينهض بالكسول والعاجز إلى فضاءات النشاط والعمل لهؤلاء فقط ألف تحية .
للمعلمين الذين يمتلكون بحقٍ قلب معلم ويدا حانية ونفسا جابرة التحايا والتقدير والإحترام.
للذين ينبشون في دفاتر طلابهم فيكشفون الموهبة ويقدّرونها ويصقلونها ويحولون قبور القلوب إلى جنات ،للذين يرون في وجوه طلبتهم كنوزا دفينة تحتاج البحث والتقصي ،لهؤلاء فقط ألف شكر وتحية ،للمربين الحقيقيين الناضجين في معامل الحياة وخبراتها الذين ينقلون خلاصة التجربة وزبدة الفَهم لطلبتهم ،تاركين بذلك أثرا في القلوب لن تزيله الأيام ولا عوالق الدهر وهمومه، لهؤلاء فقط يُحتسب الفضل .
ولا فضل لِمن اتخذ التعليم مهنة يقتاتُ منها فحسب ،لا فضل لِمن أقصى الموهبة وقتل الشغف ورحابة العلم وفضله ،لا فضل لِمن ألقى كلمات العجز والإستهانة والسخرية على مسامع طلبته فأنتج جيلا هشَّ العمق والإحساس، لا فضل لِمن نزع عن التعليم رفعته وحوّله لوقت يمضي فحسب ،لا فضل لِمن تعامل بالإفراط حينا وبالتفريط حينا آخر.
في يوم المعلم العالمي ،في هذا الزمان الذي يتفيء أبناؤنا مخاطر مواقع التواصل الإجتماعي،نحتاجهم نحن ليكونوا ثمرات ناجحة يانعة تُسقى بماء الحب والخير الممزوج بالصبر واحتساب الأجور عنده عزوجل .
شكرا لكل العاملين على تطوير التعليم وجعله أداة تغيير نشطة تُحدِث الخير في المجتمعات وتنقلها من براثن التأخر إلى ميادين التقدم والإزدهار، فلا نجاح بلا تعليم وتعلّم، ولا تقدم دون صبر على مجرياتهما، ولا مخرجاتَ حقيقية نلمسها دون المعلم الصادق الأمين، الذي يرى في طلبته طوق أمانة يحمله في عنقه مثابرا على صعوبة المهام وجسامة المواقف
في يوم المعلم ألف تحية للشرفاء فحسب تحية لِمن يلقون السلام راجين السلام، تحية للمعلمين الذين اكتشفوا العمق وأخبرونا بالبُشريات وعرفوها وعرّفوها جيدا حتى قبل أمهاتنا ،تحية لعطاء أيديهم الصادق ،تحية لصبرهم ،لأيام عمرهم التي قضوها مع الطلبة ململمين ما تبعثر ومصلحين ما تحطم ،تحية لهذه الفئة من المعلمين فحسب وألف شكر لهم