انتخب طلبة مدارس المملكة يوم أمس الثلاثاء، مجالسهم البرلمانية من خلال انتخابات شملت جميع المدارس وللصفوف من الخامس الأساسي وحتى الثاني عشر.
وبينت وزارة التربية والتعليم في بيان لها أن هذه المجالس تهدف إلى تعزيز مشاركة الطلبة بإعداد الخطط التطويرية للمدرسة ومراجعتها ومناقشتها، والوقوف على اقتراحاتهم وحاجاتهم وتحسين آليات التواصل والاتصال معهم، والمشاركة بوضع اللوائح التنظيمية المدرسية.
كما تهدف إلى إعداد جيل قيادي قادر على تحمل المسؤولية وامتلاك القدرة على الاتصال الفعال والتخطيط وإدارة المواقف المختلفة وتعزيز روح الانتماء للوطن وتنمية الممارسات الديمقراطية وروح الحوار وبناء ثقافة المناظرة وقيم التسامح والتعايش.
وأشارت إلى أن هذه المجالس تتولى إجراء أبحاث ودراسات وإعداد تقارير طلابية حول قضايا عامة تهم المدرسة والمجتمع المحلي وتحديد المشكلات وطرح حلول لها بالتعاون مع المرشد التربوي والمؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني، إضافة إلى إعداد وتنفيذ المبادرات المدرسية لتحسين العملية التعليمية والبيئة المدرسية والعلاقة مع المجتمع المحلي.
كما تسهم هذه المجالس في إقامة الاحتفالات الوطنية والمسابقات الرياضية والأنشطة الاجتماعية والمهرجانات المختلفة، وإشراك أولياء الأمور وأبناء المجتمع المحلي لتوثيق أواصر الألفة بين المدرسة والمجتمع، وتوثيق العلاقة مع خريجي المدرسة لتحسين العملية التعليمية والإفادة من خبراتهم، والمشاركة في الورشات والمؤتمرات الشبابية محليا وعربيا ودوليًا.
وكانت الوزارة قد عقدت العديد من الدورات التدريبية لمديري المدارس، حيث تم التدريب فيها على التعليمات الناظمة للانتخابات والدليل الإجرائي للمجالس البرلمانية الطلابية وعلى نماذج المتابعة والتقييم التي تم اعتمادها لهذه المجالس.
يذكر أن هذه المجالس تعد هيئات مسؤولة في المدرسة تمتد خدماتها إلى محيط المجتمع المحلي، وتسهم بطريقة عملية في تحقيق أهداف التربية، ورسالة المدرسة الحديثة، هدفها تربية الطلاب بطريقة واقعية وعملية على تمثيل الأدوار والمراكز، وتوطيد العلاقات الاجتماعية بين الطلاب والمعلمين وإدارة المدرسة، وتعويدهم الاعتماد على النفس والتثقيف الذاتي، والعمل لصالح الفرد والجماعة، وغيرها من القيم والعادات التي تغرسها في نفوس الطلاب، وفقاً لمفاهيم المجتمع وأهدافه.
وفيما يخص إجراءات التصويت والاقتراع؛ بينت الوزارة أن طلبة الشعبة الصفية الواحدة يقومون بانتخاب طالبين اثنين لعضوية المجلس البرلماني الطلابي، حيث تجري الانتخابات بطريقة الاقتراع السري في الصفوف، ويدلي الناخبون بأصواتهم على نموذج رسمي مختوم بخاتم المدرسة.
ويختار طلاب الصف ثلاثة من الطلاب غير المترشحين ليقوموا بعملية الفرز (اثنان لقراءة ورقة الاقتراع، والثالث لرصد الأصوات على اللوحة)، فيما تُلغى ورقة الانتخاب التي تخالف شروط وقواعد الانتخاب، في حين يتم فرز الأصوات على اللوحة الرسمية بحضور طلبة الصف المعني بعد انتهاء الانتخاب مباشرة.
ويتم الإعلان عن نتائج الانتخابات وأسماء الطلبة الفائزين في الصف الواحد بعد انتهاء عملية الفرز مباشرة، على ألا يزيد عدد الفائزين عن اثنين من كل شعبة صفية، ثم تسلم نتائج الاقتراع إلى لجنة الإشراف على الانتخابات ليتم الإعلان عن أسماء الفائزين في عضوية المجلس في اليوم نفسه الذي يتم فيه الاقتراع.
وحول الإجراءات التحضيرية للانتخابات، فإنه تُشكل لجنة للإشراف على انتخابات المجلس برئاسة أكبر المعلمين في المدرسة سنًا وعضوية اثنين من المعلمين، واثنين من الطلبة غير المرشحين يسميهم المدير، فيما تقوم لجنة الإشراف بتوضيح ماهية وأهداف وآلية انتخاب المجلس لجميع طلبة المدرسة بالطرق والوسائل المتاحة في المدرسة (أثناء فعاليات الطابور الصباحي)، في حين تقوم لجنة الإشراف على الانتخابات بإعداد لائحة قواعد وشروط الحملة الانتخابية.
من جانبهم، أشاد مديرو ومديرات المدارس بهذه التجربة الديمقراطية، مؤكدين أن عملية الانتخاب سارت بشكل متميز وبروح عالية.
وأعرب الطلبة عن عميق فرحتهم بهذه المشاركة والتي تسهم بشكل فاعل في رفع مستوى الوعي السياسي والديمقراطي بينهم .
وأعرب أولياء الأمور والمجتمع المحلي عن شكرهم للوزارة لإطلاقها هذا المشروع المتميز والذي يسهم في تنمية الوعي السياسي لدى أبنائنا الطلبة وتحفيزهم على المشاركة الفاعلة في العملية الديمقراطية بأركانها كافة.