2025-07-29 - الثلاثاء
البكار يتفقد مديرية عمل اربد ومعهد تدريب مهني الرمثا nayrouz الخشمان يكتب رسالة الأردن الإنسانية الخالدة nayrouz فليك يأمل في خروج جيد لتير شتيغن من برشلونة .. "احترام كبير" لحارسه ومواطنه nayrouz العامري يكتب الأردن وفلسطين دعم لا يُنتظر عليه شكر ولا يُقبل فيه تجريح nayrouz الفستق الحلبي يغيّر ميكروبيوم الأمعاء ويحد من تطور مقدمات السكري nayrouz 5 قتلى على الأقل أحدهم شرطي بإطلاق نار في نيويورك nayrouz الهلال يستهل موسمه بمعسكر أوروبي في ألمانيا بقيادة إنزاغي nayrouz "ويسلي" على رادار بولونيا الإيطالي لتعويض "ندوي".. مفاوضات توقفت وتعود من جديد nayrouz قباب المسجد الحرام.. فن معماري إسلامي يجمع بين الجمال والكفاءة والروحانية nayrouz كوينتيت اليابانية تختار الإمارات لإشعال منافسات الجرابلنج في الشرق الأوسط.. أول بطولة في دبي 23 أكتوبر nayrouz ميدفيديف يحذر ترامب: كل إنذار جديد لروسيا هو خطوة نحو الحرب nayrouz الملك يلتقي المستشار الألماني في برلين اليوم nayrouz وظائف حكومية شاغرة ومدعوون للمقابلات الشخصية nayrouz خطة بريطانية للاعتراف بدولة فلسطينية nayrouz الذهب يتراجع عالميا بفعل صعود الدولار nayrouz ناشئات السلة يخسرن أمام إيران في افتتاح مشوار غرب آسيا nayrouz يوم خامس من الفرح في جرش: الناس والفن والحضارة في مشهد واحد" هنا الأردن ....ومجده مستمر nayrouz استشهاد فلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي nayrouz الدكتور علاء البوات يوجه رسالة الى كوكبة الخريجين ثلاثون طالب وطالبة من لواء الأغوار الجنوبية nayrouz الملك عبدالله: نبراس أمل غزة nayrouz
وفيات الأردن اليوم الثلاثاء 29 تموز 2025 nayrouz وفاة الشيخ عطا فضيل الشهوان nayrouz وفاة طفل إثر تدهور مركبة في ججين غرب إربد nayrouz الحاجة الفاضلة فوزية طلال حمود عبدالقادر الشناق "ام امجد " في ذمة الله nayrouz وزير التربية والتعليم ينعى معلمة في مدرسة المطل في المزار الجنوبي nayrouz الدكتور النوافعة صانع الامل ...الذي رحل مبكرا nayrouz وفاة الطالبة ملاك مصلح رشدي العزه من الجامعة الهاشمية nayrouz وفيات الأردن اليوم الاثنين 28 تموز 2025 nayrouz عاد جسدًا بلا روح.. رحيل الشاب عماد الضمور في حادث سير مفجع nayrouz العميد ابو شقير يشارك في تشييع جثمان الوكيل علاء ابو محجوب ...صور nayrouz فــي ذمــة الله تعــالــى عبدالحكيم طاهر الدباس (أبو عمر) nayrouz وفاتان و7 إصابات بحادث تصادم على الصحراوي في معان nayrouz "عاد ليرتاح.. ولم يستيقظ أبدًا" وفاة الطبيب رمزي شحادة تصدم طمرة وتبكي المجتمع العربي nayrouz وفاة الشاب أكرم حسن الحنيطي بعد تعرضه لحادث سير مؤسف. nayrouz وفيات الأردن ليوم الأحد 27 تموز 2025 nayrouz العميد المتقاعد علي أحمد ابو جلبه "بني مصطفى" في ذمة الله nayrouz وفيات الأردن ليوم السبت 26 تموز 2025 nayrouz الحاج صالح عبدالله العمري" ابو بشير" في ذمة الله nayrouz وزير التربية والتعليم ينعى المعلم رائد درادكة من مدرسة زوبيا الثانوية nayrouz الحاج الشيخ عبدالحميد راشد الرحاحله "ابو ايمن" في ذمة الله nayrouz

صدام الحضارات في فلسطين وطوفان الأقصى يُصيغ النظام العالمي الجديد!!..

{clean_title}
نيروز الإخبارية :

*سماهر الخطيب.*

 شكّل تاريخ السابع من تشرين الأول مفصلاً تاريخياً في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وبات ما بعده ليس كما قبله ولا نبالغ إن قلنا بإنّ هذا التاريخ سيكون مفصلياً على صعيد الصراع العالمي وتحديداً فيما يتعلق بصدام الحضارات وإعادة صنع النظام العالمي الجديد بعد أن تم تجاوز قانون "الامتناع" و "الوساطة المشتركة" و "العوامل المشتركة" هذه القوانين الثلاثة التي تحدث عنهما صامويل هنتنجتون في صدام الحضارات، معتبراً أن قبولها يجنّب حروب رئيسية بين الحضارات ووضع حد للصدام بين الحضارات، وبأنّ بعض الدول ستجد صعوبة في قبولها وتحديداً الولايات المتحدة، وبالفعل وجدت الولايات المتحدة صعوبة في قبولها فلم تمتنع عن إثارة الصراعات وتغذيتها ولم تقبل بالوساطة المشتركة من قبل روسيا وغيرها لإنهاء الصراع ولم تبحث عن العوامل المشتركة بين الحضارات لتكون أساس يبنى عليها السلام والأمن الدوليين.

وما حصل بعد سنوات من نظرية هنتنجتون هو دخول دول المركز في صراعات داخل الحضارات والتخلي عن قانون الوساطة المشتركة، وكذلك التخلي عن قانون الإمتناع وعدم قبول التفاوض بين دول المركز مع بعضها البعض لاحتواء أو إيقاف حروب التقسيم الحضاري بين دول أو جماعات داخل حضاراتها، إضافة إلى التخلي عن قانون العوامل المشتركة وعدم البحث عن تلك القيم والممارسات المشتركة بين شعوب جميع الحضارات وتوسيع تلك المشتركات  والتعنت الأميركي – الغربي بفرض أفكاره وقيمه وممارساته على شعوب الحضارات الأخرى.
هذا ما جعل المتطلب الأول للحضارة والمتمثل بـ"القانون والنظام" ينهار أمام هذا الصدام وبات العنوان الأساسي لمرحلة ما بعد السابع من تشرين الأول هي "صدام الحضارات" والتي حكماً سترسم نظام عالمي جديد يقوم على "الحضارات – الأقطاب" وهي ست حضارات وفق ما صنفها الفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين (الصين +تايوان مع أقمارها الصناعية، روسيا كوحدة متكاملة للفضاء الأوراسي بأكمله، الهند ومنطقة نفوذها، أمريكا اللاتينية مع قلبها البرازيل + الأرجنتين، أفريقيا جنوب أفريقيا + إثيوبيا، مع مالي وبوركينا فاسو والنيجر وغيرها، المحررة من النفوذ الاستعماري الفرنسي، العالم الإسلامي في كلا الإصدارين - إيران الشيعية والسعودية السنية)، مقابل "حضارة غربية تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان".
وبات واضحاً أن الحضارة الغربية لا تنعم بالمتطلب الأول المتمثّل بـ"القانون والنظام" باعتبارها تتعامل مع الحضارات الأخرى بمبدأ "العبد والسيد" وصاغت نظام أرادت فرضه على العالم أجمع متجاهلة وجود حضارات أخرى لها قانونها ونظامها وبالتالي ثقافتها وتاريخها وإرثها وعاداتها وتقاليدها ومعتقداتها وتنظيمها العسكري والسياسي والاقتصادي الذي يشكل قوة حضارية تنصهر فيها مكونات الهوية الثقافية والدينية والاقتصادية والسياسية لتشكل كلاً متكاملاً لخصوصية كل حضارة عن الأخرى. 
واعتقدت الحضارة الغربية أنها حضارة فريدة وبأنها المصدر الفريد لأفكار الحرية الفردية والديمقراطية السياسية وحكم القانون وحقوق الإنسان والحرية الثقافية وبأنّ الأفكار الغربية هي التي صاغت الحريات وليس الأفكار الآسيوية ولا الأفريقية ولا اللاتينية ولا العربية ولا الروسية وفي أوج ما تسعى الوصول إليه الحضارة الغربية للهيمنة العالمية وتظهير دورها في حماية الحريات الفردية معنونة بالليبرالية الحديثة والقائلة بقبول الشواذ الجنسي والشواذ تجاه الأطفال ولجوئها إلى فرض تلك الأفكار عبر التعميم والإلزام في تطبيقها بحجج إنسانية وحقوقية بدأت بالتدهور تنازلياً وتحققت رؤية هنتنغتون في عودة الحضارات التي وجدت في الحضارة الغربية الوجه اللاأخلاقي الذي يسعى لإلغاء وطمس أي وجه حضاري آخر من الحضارات الستة السابق ذكرها أو غيرها.
وهنا تأتي أهمية تاريخ السابع من تشرين وعملية "طوفان الأقصى" لكونه يعتبر لحظة انفجار فوهة البركان الخامد في وجه تلك الحضارة الغربية واتضحت الاصطفافات للحضارات الست واضحة ضدّ الغربية – الأميركية، وانكشفت أمام العالم أجمع بما يحويه من حضارات زيف وكذب تلك الحضارة القائلة بحقوق الإنسان والحريات فكانت "إسرائيل" (القشّة التي قسمت ظهر البعير) لتلك الأفكار الغربية التي جنّدت كل إمكانياتها السياسية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية والتكنولوجية لدعم "إسرائيل" ومساندتها اللامحدودة ضدّ المدنيين في فلسطين وغضّت الطرف عن جرائم الإبادة والتطهير العرقي وجرائم الحرب الإسرائيلية ضدّ الفلسطينيين فناقضت نفسها وناقضت ما صاغته من مبادئ وقوانين دولية.
وهنا لن تكون نهاية إسرائيل اقتربت فحسب بل نهايتها مع نهاية الحضارة الغربية التي أنشأت وخلقت إسرائيل من العدم لتكون درّة ابتكاراتها اللاإنسانية ودرّة ابتكاراتها العنصرية والإرهابية متمثّلة بآلة قتل وحشية في المنطقة الشرق أوسطية لتحقيق مآرب وأهداف بعيدة كل البعد عن ما تنادي به تلك الدول الغربية من شعارات حقوقية وإنسانية، ولم تعد تنطلي أكاذيبهم حتى على شعوبهم الذين ملأوا الشوارع والساحات العالمية مطالبين بحقوق الشعب الفلسطيني ليتضح جليّاً أن كل ما قامت به الحضارة الغربية – الأميركية منذ نشأتها هي طمس الحضارات الأخرى وإبادة الأفكار الأخرى والتطهير العرقي لـ"للسود" أينما كانوا على هذه الأرض نصرة لـ"البيض" في جرائم موصوفة وتامة الأركان، في مسعى لسرقة التاريخ الحضاري بأكاذيبهم ورواياتهم وأساليبهم اللاإنسانية. 
وبالتالي سقطت تلك الحضارة الغربية وتهاوى منظريها أمام هذا الطوفان كما سقطت المستعمرات الإسرائيلية وتهاوت إسرائيل أمام طوفان المقاومة الفلسطينية وبات الغرب أجمع مع إسرائيل أمام مأزق عالمي بل وقعوا في شرّ أعمالهم وعلقوا في مستنقع اللاعودة، وكان حضور الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل وما سبقه من تحريك للأسطول الأميركي وحاملات الطائرات الأميركية والبريطانية وبيانات الدعم اللامحدود من ألمانيا وفرنسا وغيرها تأكيد على هذا الاصطفاف الانتحاري في وجه اصطفافات الحضارات الأخرى التي تمتلك القوانين الثلاثة التي تحدّث عنها هنتنغتون وأهمها العوامل المشتركة بين الحضارات والتواصل الثقافي فيما بينها وأهم عامل بين تلك الحضارات رفضها تطبيق الفردية المطلقة المتمثلة بالمثلية الجنسية والتزامها بالعائلة كأساس للمجتمعات.
والعامل الآخر الذي طغى كعامل مشترك هو وقوفها مع الحق الفلسطيني في أرضه، وكان رفض الولايات المتحدة والغرب الأوروبي للوساطة المشتركة التي تقدّمت بها روسيا والبرازيل في مجلس الأمن لحماية المدنيين وإعلان دولة فلسطين هو ما وضع الغرب في كفة الميزان الخاسر في صدام الحضارات وجعلها في "مزبلة" التاريخ لكون هذه الحضارة الغربية كشفت عن "أنيابها" الدموية وباتت أفلام هوليود التي تحاكي "آكلي لحوم البشر" الصورة الحقيقية للحضارة الغربية وحكماً أسرائيل ربيبة تلك الحضارة.. وبالتالي كل ما نشأ عن تلك الحضارة من مبادئ دولية ستسقط كما ستسقط معها "منظمة الأمم المتحدة" والتاريخ يشهد مراحل صاغها ووضعها المنتصر.. ورأينا الاصطفافات واضحة تجاه هذه القضية وتنصّل الدول العربية من أوامر الولايات المتحدة ورفضها الإنصياع لها متجاهلة حق أهل الأرض وأصحاب القضية.
واليوم، وفي خضم تصاعد الطوفان ودخول جبهات جديدة وساحات جديدة من سورية إلى العراق فاليمن وإيران وما رأيناه من رسائل عسكرية فإنّه ليس من المستبعد أن يتطور إلى حرب أقليمية وستكون المباغتة والمفاجئة عناصر أساسية في هذه الحرب حيث لن تتوقع "إسرائيل" والقواعد الأميركية أي جبهة ستكون التالية وتضغط على الزناد وبالتالي بنك أهداف المقاومة محدد والمهام محددة لدى جميع الجبهات في غرفة مشتركة بالتنسيق والتكامل مع قوى المقاومة ووربما تكون حرب عالمية وهو الوصف الأدق لما ستتطور إليه الأمور فالحضارات الخمس الأخرى اليوم تصطف بجانب الحضارة "الإسلامية" كما صنفها "دوغين" في هذا الطوفان في مواجهة الغربية التي أعلنت هذه الحرب العالمية مع إعلانها الدعم المالي والعسكري اللامحدود لإسرائيل وعلى لسان مدير البيت الأبيض بأنه صهيوني ووزير خارجيته بأنه يهودي دليل على كونها حرب حضارات وحرب دينية ربما..
وبالتالي الحرب ستطول والاصطفافات تحددت والشعوب قالت كلمتها، ولن يوقف هذه الحرب سوى فلسطين التي أثبتت أنها قلب العالم وإليها تتجه كل بوصلة ومع إعلان دولة فلسطين وإعادة الحق لأهله في فلسطين فحينها يمكننا القول بأنّ الحرب انتهت وإلى ذاك الحين سيبقى الصراع وسيكون الطوفان الذي أفشل قدرة إسرائيل العسكرية والاستخباراتية نموذجاً يحتذى في كل عملية وما تقول عنه إسرائيل بالتوغل البري سيكون إعلان لنعوتها ونعوة راعيتها الأميركية في المنطقة وستبدأ معه العودة العكسية ومعها العودة الأفقية للجنود الأميركية في حرب المشرق العظمى التي بدأت من أرض الميعاد في بلاد الشام العظيمة ولطالما كان الصراع العربي هو البداية لكل نظام عالمي جديد ومنه ستكون النهاية.. وإنّ وعد الله كان مفعولا..

سماهر عبدو الخطيب – كاتبة صحافية وباحثة في العلاقات الدولية.