يقدم كتاب "يوميات صبي في العاشرة" للكاتب الطفل زيد خمش، والصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 96 صفحة من القطع المتوسط، أحداثاً تعبر عما يعيشه الطفل زيد، ويشاركه مع غيره من الأطفال، بأسلوب ينحو باتجاه السخرية والطرافة والبساطة والعذوبة.
وكما يوضح زيد في مقدمة يومياته فقد كان الدافع لكتابتها مقاومته للنسيان، حيث قدمت له أمه علاجا سحريا لذلك، وهو أن يكتب الكلمة الأولى من كل موقف يحدث له، وحين يعود إلى المنزل بمجرد قراءة تلك الكلمة يتذكر الموقف فيحكيه لها. وبمرور الوقت تحول الأمر إلى كتاب يوميات إبداعية تحمل العديد من الأفكار والرسائل التي يمكن أن تصل بسهوله للطفل القارئ، لا سيما أن كاتبها طفل أيضاً.
يقول زيد في مقدمته: "وهكذا كبر الدفتر إلى دفتر يوميات. وهنا شعرت أمي بأنها قصصٌ جميلة، فقرَّرت أن تجمعها لي في كتاب. وهذه اليوميات كتبتُها على مدى سنتين".
وفي تلك السن المبكرة فقد توصل إلى حكمة مهمة وفارق أساسي بين الأولاد والبنات، إذ يقول: "أنا أعلم أن هناك فروقًا كثيرة بين الأولاد والبنات، وألاحظ ذلك في صفي. في صفي ثمانية أولاد وثماني بنات. نحن الأولاد لنا عالمنا الخاص بنا، وكثيرو الحركة، لكن قليلو الكلام. في صفي البنات كثيرات الكلام".
فحين يتوصَّل طفل العاشرة إلى تلك النتيجة، فهذا إيذان بأنه سيصير مفكِّرًا عندما يكبر، كما نلاحظ أن لديه قدوة يضعها أمامه ويعلن إعجابه بها ربما دون أن يدري، تلك القدوة متمثِّلة في شخصية الخال، الذي يقضي معه ومع أبنائه العطلات والرحلات.
يوميات زيد رسالة إلى كل طفل أن يعبر عما بداخله ويكتب، ويطلق لخياله العنان ليبدع ويضع لمسته على الأحداث التي يمر بها فيخرجها في قالب أدبي جدير بالنشر بين أبناء جيله.
ومع بساطة حكاية زيد نرى تنظيمًا للأحداث، وظهورًا طاغيًا للأسرة؛ الأب والأم والخال وأبناء الخال، والجدة وجدة الأم، التي تعد شخصية قائدة، ويعمل الجميع على إرضائها تبجيلًا لسنها ومكانتها في العائلة.
من الجدير ذكره أن الكاتب اليافع زيد رائد خمش بدأ الكتابة في الصف الثاني الابتدائي، عندما طلبت منه أمه أن يخبرها ثلاثة أمور مهمة حدثت معه في المدرسة على دفتر ملاحظات صغير.