يتساءل كثيرون عن السر القابع خلف صمود الدولة وتماسكها في بعض البلدان في أوروبا وشرق أسيا..، في حين تسقط نظيراتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ولابسط الاسباب.
بطبيعة الحال تعد الجيوش الوطنية أكثر تماسكا من غيرها أعني الجيوش المفتقرة للوطنية، ذلك لوحدة أهدافها وولائها، في حين ان الأخيرة أي الجيوش غير الوطنية تؤول غالبا للتفكك والاقتتال الداخلي مع مرور الزمن، كحال جيوش بعض أقطار البلدان النامية التي تخوض صراعات بينية على النفوذ والسلطة.
يعد الجيش جزءا من الشعب، فالشعب الواعي يمتلك بالضرورة جيشا واعيا مدركا لواجباته وأهدافه، وبالمقابل الشعوب التي تتدنى مستويات وعي أفرادها، تكون جيوشها غالبا غير واعية أو مدركة لمسؤولياتها، فتعليم الجيش وتثقيفه والارتقاء بوعيه تعد عملية أساسية وضرورية لبناء جيش وطني الولاء يتحمل مسؤولياته في الدفاع عن البلد ومقدراته بأمانة، مساهما بفاعلية في تحقيق الاستقرار وإتاحة المناخاة المساعدة على تحقيق التنمية.
*ما أسباب الحروب الأهلية التي تشهدها بعض البلدان؟..*
من ضمن أهم أسباب انزلاق بلدان عديدة في أتون الفوضى والصراعات الأهلية، عدم إدراك الجيوش لواجباتها ومسؤولياتها الوطنية، إذ تقاتل هذه الجيوش في سبيل حماية أشخاص وعوائل وجماعات تهيمن على مقدرات البلد، منحرفة عن التزاماتها الوطنية والقومية، فيغرق البلد في مستنقع العنف والفوضى والحروب الأهلية.
ما أحوج بلدنا الجنوبي اليوم لجيش وطني الولاء، صاحب عقيدة قتالية راسخة، لحماية البلد والدفاع عن مقدراته، وتمكين مؤسساته من الاضطلاع بواجباتها تجاه السكان.