اسطنبول - استنكر رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز الصمت الدولي ، على حرب الابادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في الاراضي الفلسطينية المحتلة ، وتسأل الى متى ستبقى اسرائيل دولة خارجة على القانون تحميها دول طالما اشبعت عالمنا تنظيرا ، حول قيم العدالة والكرامة الانسانية وحق الشعوب في الحرية والاستقلال .
جاء ذلك خلال الكلمة التي القاها في المؤتمر الرابع عشر لقمة البوسفور ، الذي بدأت اعماله في اسطنبول اليوم الخميس ، تحت عنوان " الطريق نحو القرن القادم - التحديات والوعود " .
وقال الفايز ان منطقتنا تواجه اليوم تحديات كبيرة ، والعدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني ما زال متواصلا ، وهي محرومة من الاستقرار والسلام منذ ثمانية عقود ، بسبب فشل المجتمع الدولي في التصرف بمسؤولية تجاه حل القضية الفلسطينية ، وعدم التعامل مع الاحتلال الاسرائيلي بحزم ، لاجباره على تنفيذ عشرات القرارات للامم المتحدة ، التى تضرب بها اسرائيل عرض الحائط .
وبين الفايز انه لا يمكن بناء السلام في ظل الظلم ، الذي يشكل مصدره الرئيسي الاحتلال الاسرائيلي وممارساته القمعية والعدوانية بحق الشعب الفلسطيني ، مشيرا الى ان جلالة الملك عبدالله الثاني حذر مرارا وتكرارا من الخطر الذي يتكشف الان ، والذي يهدد منطقتنا والمجتمع الدولي باسره ، وكما قالت جلالة الملكة رانيا العبدالله " انه يمكن ان تقضي على المقاوم ، لكن لا يمكن ان تقضي على القضية " .
وقال رئيس مجلس الاعيان في كلمته بداية افتتح المؤتمر ، ان المؤتمر يأتي انعقاده والعالم يعيش اليوم ، صراعات وازمات سياسية وحروب اهلية ، ادت الى قتل وتشريد مئات الالاف وانتشار الفقر والبطالة ، وتراجع النمو الاقتصادي وانعدام التنمية ، وانتشار قوى الارهاب والتطرف ، ورواج تجارة المخدرات ، واتساع الفجوة بين دول الشمال والجنوب ، وزاد من هذه التحديات جائحة كورونا والحرب الروسية الاوكرانية وتأثيراتها على اسعار الطاقة والسلع والعدوان الاسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني.
كما يواجه عالمنا اليوم انتشار الجوع والمجاعة في العديد من دول العالم ، والهدر الكبير في الموارد الزراعيه الاساسيه ، ويدخل التغير المناخي كتحدٍ اضافي ، ليعمق أزمة الغذاء العالمية إلى مستوى مقلق ، قد يتحول الى قلق غير مسبوق ، وهذا الامر قد يتسبب بمزيد من حالات النزوح واللجوء ، وهو وضع يقتضي الحذر الشديد والتعاون الكبير ، وتبني الاجراءات الوقائيه ، لمواجهة كل ما يمكن ان يهدد الأمن الغذائي الدولي.
واشار الفايز الى جملة من التحديات التي يواجهها عالمنا من بينها ، انتشار تجارة السلاح على حساب قضايا التنمية في مختلف دول العالم ، والتي ادت الى المزيد من الصراعات في عالمنا ، فمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام قد كشف ، بأن إجمالي مبيعات الأسلحة لأكبر منتجي الأسلحة في العالم قد بلغ 592 مليار دولار في عام 2021 ، مبينا انه لو استخدمت هذا المبالع في قضايا التنمية ومواجهة الاحتباس الحراري والتغير المناخي ، لكان عالم اليوم مختلف وخال من الجوع والفقر والصراعات .
وعرض الفايز تحدي اللجوء والنزوح وقال ، انه بات مشكلة تعاني منها مختلف دول العالم ، وتعود اسبابها الى ما معاناة الكثيرين من الاضطهاد والصراعات والعنف ، أو نتيجة الخوف من التعرض للاضطهاد بسبب العرق أو الدين ، أو الانتماء الى فئة اجتماعية معينة ، أو الاراء السياسية ، مبينا ان ارقام المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ، اشارت الى انه في عام 2017 نزح حوالي 65 مليون شخص قسراً في جميع انحاء العالم ، تاركين بيوتهم وبلدانهم ومقدراتهم ، فهناك مثلا مئات الالاف من اللاجئين السوريين ، والملايين من اللاجئين والنازحين الفلسطينيين ، ومثلثهم ايضا من الدول الافريقية ، خاصة من الذي هاجروا بسبب الجوع والفقر والاضطهاد الديني والعرقي .
واكد رئيس مجلس الاعيان ان الفوضي التي تجتاح العالم ، وما يواجه من تحديات سياسية وامنية واجتماعية ، ادت الى اتساع الفجوة بين دول الشمال والجنوب ، وخاصة الفجوة التكنولوجية والتنمية المستدامة والاوضاع الاقتصادية والمعيشية ، وللاسف اصبحت دول الجنوب التي تمتلك اغلب الثروات الطبيعية ، هي الاشد فقرا والاكثر معاناة ، من الصراعات والعنف وعدم الاستقرار السياسي والامني .
وبين ان هذه التحديات ترتب على المجتمع الدولي ، المزيد من التشاركية المبنية على الثقة لتجاوزها ، من خلال بناء علاقات قائمة على الاحترام والمنافع المشتركة ، وعلى نحو يبني مستقبلا تشاركي لمجتمعاتنا يحقق الرفاه للجميع ، ويعيد المتانة والقوة للقيم الانسانية والاخلاقية ، وقيم الحرية والعدالة ، بعيدا عن السيطرة والاستحواذ والهيمنه ، وسياسة الاستقطاب وتحقيق المنافع الخاصة ، على حساب كرامة الشعوب وحريتها وامنها واستقرار الدول وسيادتها.
واضاف " انه اليوم وفي هذه الساعة ومنذ ثمانية عقود مضت ، يواجه عالمنا وخاصة منطقتنا العربية اكبر تحدي ، والذي يتمثل في استمرار الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية المحتلة ، ورفض اسرائيل السلام وتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في الحرية والحياة والاستقلال ، فاسرائيل ترتكب ابشع جرائم الحرب والابادة الجماعية ، بحق الشعب الفلسطيني امام نظر العالم اجمع ، غير ابهة بقتل عشرات الالاف من الاطفال والنساء والابريا ، وضاربة عرض الحائط بكافة المواثيق والقرارات الدولية .
واكد الفايز اهمية بذل جهود اكبر لمواجهة مختلف التحديات ، من خلال الحوار المسؤول والجاد ، وخلق الترابط الاقتصادي المتبادل بين الدول ، وتعزيز العلاقات في المجال الثقافي والاجتماعي ، فالاعتراف المتبادل بالحقوق وتحقيق العدالة للجميع ، يصل بالجميع إلى معادلة أمن ورخاء دائمين .
يشار الى ان قمة البوسفور التي تتضمن العديد من المحاور وجلسات العمل المتخصصة حول مختلف التحديات التي تواجه المجتمع الدولي ، وخاصة القضايا السياسية والامن وتحديات التنمية والمعرفة والتحوّلات والتحديات العالمية ، يشارك في اعمالها على مدى يومين ، عدد كبير من مختلف دول العالم ، وممثلين للعديد من الدول العربية والاجنبية ، اضافة الى مسؤولين سياسيين وباحثين في القضايا السياسية والصراعات والتنمية الاقتصادية ، لمناقشة التحوّلات والتحديات العالمية، وفرص الاستثمار وقضايا الطاقة والمناخ .