في كتابها الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" في عمّان قدمت الباحثة سونا بدير دراسة عميقة في أعمال حسن سامي يوسف الروائية، وسعت الدراسة للكشف عن الموضوعات التي طرحتها الروايات، وعن البناء الفني الذي تميزت فيه.
وتسعى بدير من خلال هذا الجهد البحثي المهم إلى التعريف بتجربة حسن سامي يوسف الروائية، وإبراز مميزات صوته الإبداعي الخاص، مع بيان موقعه في الحركة العربية الأدبية، خاصة وأنه يعد واحد من التجارب الفلسطينية المهمة التي سعت إلى التعبير عن واقع اللاجئ الفلسطيني وما يتعرض له من أزمات اجتماعية ووطنية وفلسفية وثقافية.
وكشفت الدراسة عن طبيعة القضايا التي احتوتها الروايات وبيان موقف الكاتب منها، وقدمت تحليلا للبناء الفني في الروايات وإبراز التقنيات والأساليب الحديثة التي تميزت بها النصوص المدروسة مع تسليط الضوء على أثر الكتابة التلفزيونية في روايات الكاتب.
وعالجت الدراسة تجربة حسن سامي يوسف الروائية التي تجلت بست روايات وهي: الفلسطيني (1988)، الزورق (1990)، رسالة إلى فاطمة (1996)، فتاة القمر (1999)، هموم الدراما (2001)، عتبة الألم (2016)، وسيناريو أدبي روائي هو بوابة الجنة (2007)، لقد سعت الدراسة للكشف عن الموضوعات التي طرحتها الروايات، وعن البناء الفني الذي تميزت فيه.
وجاءت الدراسة من خلال ثلاثة فصول، وقف فيها الفصل الأول عند حياة الكاتب وثقافته ومؤلفاته وعرض لموقف النقاد من الروايات، وعالج الفصل الثاني القضايا التي طرحتها الروايات السبع، وشملت قضايا وطنية وقومية واجتماعية وفلسفية، فيما بيَّن الفصل الثالث البناء الفني للروايات، من خلال دراسة بناء الأحداث وبناء الشخصيات وبناء الزمان والمكان وبناء السرد وبناء الحوار وبناء اللغة وبعض الظواهر الفنية الخاصة، أما الخاتمة فتضمنت جملة من النتائج كان من أهمها: أثر التكوين الثقافي والاجتماعي في روايات حسن سامي يوسف. رؤية الكاتب للرواية كجنس أدبي مفتوح يمثل شهادة واحتجاجا على الواقع. اهتمام الروائي بالأساليب السردية وتنويعها، وابتعاده عن النمطية والتقليدية في كتابة الرواية. تنوع الموضوعات التي عالجها الروائي، فعرضت الروايات لجملة من القضايا الوطنية والقومية والاجتماعية والفلسفية، مع تركيز الروائي وإلحاحه على قضية اللجوء الفلسطيني وانعكاساتها على باقي القضايا.
ومن الجدير ذكره أن سونا بدير هي كاتبة أردنية. حاصلة على شهادتي البكالوريوس والماجستير في اللغة العربية وآدابها. عضو هيئة تحرير مجلة «أقلام جديدة». معلمة في وكالة الغوث منذ 2011. حصلت على المركز الأول في مسابقة الإبداع الشبابي على مستوى المملكة من وزارة الثقافة في حقل القصة القصيرة، 2010.