فشلُ إسرائيل لم يكن يوم 7 أكتوبر فحسب، بل كان في العماء الإسرائيلي، قبل ذلك بشهور، حيث تمكنت حركة حماس من تهريب الصواريخ وتكديسها، وبناء كيلومترات من الأنفاق المصفحة على أعماق سحيقة، ذات مداخل ومخارج سرية. وبناء مصانع ذخيرة، وتكديس وقود ومواد غذائية وأدوية، وإنشاء نظام اتصالات عجزت عن تتبعه تقنيات الاستشعار الإلكترونية الإسرائيلية.
وتمكنت حماس من مراقبة أدق تفاصيل مستعمرات غلاف غزة، في تمويهٍ طويل الأمد، وخداع ناجح متقن، ومكر عبقري متفوق، ودهاء عميق صاعق.
احتاجت حماس إلى وقت إعداد طويل
يحسب بالأشهر، واحتاجت إلى سيطرة أمنية كاملة، تمت بالافلات من مئات الجواسيس، وخداعهم وتضليلهم، وتمت بالإفلات من أجهزة التجسس الإسرائيلية الأرضية والبحرية والجوية.
كما قامت حماس بعمليات تهريب متواصلة، براً وبحراً، وعبر الأنفاق.
إن التفوق الأمني الفلسطيني، على البُنى الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية، الذي مكّن حماس من كل ذلك، حقق هزيمة إسرائيلية أمنية ساحقة.
يمكننا القول الآن ان تنفيذ طوفان الاقصى حجّم إسرائيل، وجعلها تخفش من دولة سوبر إلى دولة طبيعية، مما سيدفع الإدارات الأميركية إلى إعادة وزن قيمة ودور وقدرات إسرائيل، وإعادة النظر في اعتمادها كشرطي للمنطقة.
لقد هزم الفلسطينيون، الأمن الإسرائيلي في مأثرة معتقل جلبوع، الذي شقّه الأسرى الفلسطينيون الأبطال، محمود العارضة ويعقوب قادري وأيهم كممجي ومناضل انفيعات ومحمد العارضة وزكريا الزبيدي، بِدأبِ النِّمال وصبر الجِمال.
وتمكنت العبقرية المصرية المذهلة من تضليل وهزيمة الأمن الإسرائيلي، هزيمة كلية مطلقة يوم 6 أكتوبر عام 1973.
شكلت إسرائيل لجنة أغرانات للوقوف على اسباب التقصير، فأوصت في تقريرها عام 1975، بإقالة رئيس المخابرات العسكرية "أمان"، ورئيس الأركان، وقائد الجبهة الجنوبية، وعدد من ضباط الاستخبارات.
وكتب عدد من الصحفيين الإسرائيليين كتاب "التقصير" المحدال بالعبري.
سيراجع الإسرائيليون ما تعرضوا له من كوارث، وسيشكلون لجاناً ستحمّل نتنياهو والقيادات الأمنية والعسكرية، المسؤوليةَ عن التقصير وستطيح بهم.
ان استمرار الإحتلال هو الغباء الواضح، وذروته تطبيق فتاوى الحاخامات الداعية إلى نسف قبة الصخرة وهدم المسجد الأقصى !!