لماذا يفتقده الاردنيون سياسي ودبلوماسي ومناضل قومي اردني، ورئيس وزراء سابق، وأحد ابرز السياسيين الذين اثبتوا حضورهم على الساحة الاردنيه والعربيه والدولية .
قال تشرشل مرة: ان الشعوب تنتج شخصية ومعرفة كل مئة عام ، وكان وصفي هو حصة وشخصية الاردن في القرن العشرين.
امتلك وصفي مرجعية معرفيه عميقة اهلته لان يصبح شخصية مؤثرة مؤهلة للقيادة في ظروف مصيرية ، وتعد الثقافة الواسعة سمة هامة من سمات شخصيته التي مكنته من لعب ادوار عسكرية وسياسية متعددة الاوصاف.
ولد الشهيد وصفي (مصطفى وهبي ) التل في كردستان العراق عام ١٩٢٠ م والده الشاعر مصطفى وهبي التل شاعر الاردن الكبير الملقب ( بعرار ) وابرز شعراء الشعر العربي المعاصر . تأثر وصفي بافكار القوميون العرب في بيروت حيث اكمل تعليمه الجامعي هناك ، مما ساهم من صقل شخصيته في سن مبكر لاحقا . حيث شارك في في حرب فلسطين كجندي في جيش الانقاذ وتحديدًا في مدينة القدس الذي احب ، وعمل في المكتب العربي هناك ، الامر الذي زاد من حبه بفلسطين باعتبارها قضية العرب عامة والاردنيه بشكل خاص .
آمن وصفي بقدرة الاردن على الاكتفاء الذاتي بشرط توفر النزاهة وحسن استخدام الموارد مع الابداع في استغلال الثروات الوطنية وعلى رأسها ( الارض ) الذي عشقها وصفي ، وقدم الإنجازات تلو الانجازات الذي لمسها المواطن والتي لم ينساها الاردنيون وظلت ماثلة حتى يومنا هذا .
يعد وصفي رئيس الحكومة الوحيد الذي تحول الى ( رمز ) ودخل الذاكره الشعبية عبر عشرات القصائد والأهازيج والاغاني التي تغنت به في حياته وبعد استشهاده.
إحتل وصفي موقعًا استثنائيًا في تاريخ رؤساء الحكومات ، فهو على حد احد قيادي فلسطين قال: اكبر كثير من رئيس وزراء وأقل قليلا من ملك .
اعطى الشهيد وصفي التل عصارة فكره وعمره للاردن مع ان الاقدار شأت ان يولد في العراق ويستشهد في مصر .
ان استذكار سيرة ومناقب الشهيد انما هي احياء وتذكير بقيم واخلاق كانت تسود في وطننا الحبيب ، فقد قدم وصفي في مسيرته نموذجا يحتذى به في النزاهة والشجاعة وصدق الانتماء ومثل آعلى في تحمل المسؤولية وادارة شؤون البلاد بالعدل والامانه وطهارة اليد. ويؤكد كل من عاصره على انسجام سلوكه سواء كان في السلطة ام خارجها ، فكان بسيطا عفويا وكان هو ذاته سواء كان رئيسا للوزراء ام فلاح في مزرعته ،فأين نحن من ذلك اليوم ؟!
وسيبقى يوم تاريخ استشهاده بمثابة أستفتاء شعبي على حضوره الدائم.