يتواصل طرح الصورة المصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية ، وهو الطرح الذي كان آخر فصوله ما ناقشته اليوم سمدار بيري محررة الشؤون العربية في صحيفة يديعوت أحرونوت والتي ناقشت الدور المصري خلال الفترة الحالية.
بالطبع فإن توقيت طرح ما قالته بيري مهم في ظل :
1-تجدد العمليات العسكرية الإسرائيلية والضربات ضد غزة
2-برودة العلاقات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي منذ عملية السابع من أكتوبر لحركة حماس
3-صعود ما يمكن وصفه بالنفوذ القطري في إسرائيل باعتبار أن الدوحة تحمل الشيك المالي الحاضر دوما لتنفيذ الكثير من المهام الأمنية والاستخباراتية التي تحتاجها إسرائيل من حماس ، باعتبار أن قطر هي البوابة للتفاوض السياسي والأمني مع حماس والحركات الإسلامية في العالم والتي ترغب أيضا إسرائيل في التفاوض معها بشأن بعض من الملفات
4-نلاحظ أن الخطاب الأمني والسياسي الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر مفاده....قطر ومعها مصر ، بعد أن كان في الماضي مصر ومعها قطر
تحليل مضمون حديث بيري
في البداية تقول بيري من أجل فهم الموقف المصري جيدا يجب التفرقة بين معسكرين مركزيين في مصر ، الأول وهو معسكر المواطنين البسطاء ورجال الأعمال والموظفين والشعب عموما .
والثاني وهو معسكر الجنرالات ، وهو المعسكر الذي يدير العلاقات مع إسرائيل بثبات.
وتلمح بيري إلى أن مصر تحافظ فقط على العلاقات الثنائية مع إسرائيل عسكريا وليس شعبيا بالمرة.
وتتطرق بيري في هذا الحوار إلى المصاعب الاستراتيجية التي تعاني منها مصر نتيجة للتطورات السياسية والعسكرية في العالم.
غير أن أبرز ما يلفت الانتباه فيما طرحته بيري محاولاتها القول بأنها تعرف الكثير ، وهو ما يتجلى في الكثير من النقاط التالية:
1-أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يرغب في أن تكون عناصر وقيادات حركة حماس في قطاع غزة فقط ولا تحضر لمصر وتحديدا إلى سيناء بأي حال من الأحوال
2-كان الرد المصري على ما طرحته بعض من الدوائر الإسرائيلية واضحا في حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن إمكانية طرح أسم وموقع صحراء النقب كمان لكي يتم تهجير الفلسطينيين من أبناء غزة به
3-حديثها عن تعاون بعض من الجنرالات في الجيش المصري مع عمليات التهريب إلى غزة وتحديدا في منظومة الأنفاق ، زاعمه أن هذا الأمر يندرج تحت بند الفساد الموجود بالجيش المصري ، وهي عبارة دقيقة بالطبع وموجهة.
4-قولها بأن لها مصدر تعمل معه منذ سنوات وهو من أبلغها بعلم المصريين أن هناك شيء ما تستعد حركة حماس للقيام به قبل السابع من أكتوبر
5-قولها بأنها كانت أول من ترجم الأفلام المصرية إلى اللغة العبرية ، خاصة وأن إسرائيل كانت تعرض في السابق الأفلام بدون ترجمة ، ومع اكتساب عرض فيلم عربي مساء يوم الجمعة لشعبية بين المواطنين الإسرائيليين كانت أول من قام بهذه الخطوة.
6-إن عملاء الموساد في القاهرة هم من قاموا بإحضار الأفلام المصرية من القاهرة والأردن في عمليات سريعة
7-إنها التقت مع الفنان الراحل نور الشريف وعادل إمام ، وطلب نور الشريف منها بعض من الهدايا في شقة أحد الأصدقاء
8-كان من الهدايا التي طلبها نور الشريف من سدار بيري زجاجة من الخمر والعسل الإسرائيلي ، وفوجئت بيري بهذه المنتجات والهدايا وهي موضوعة وتعرض في ديكور أحد المسلسلات الخاصة بالمخابرات المصرية في شهر رمضان
وبعيدا عن هذا الحوار السطحي من سمدار بيري فإن هناك بعض من النقاط التي يمكن استخلاصها مما قالته ومنها:
أ-أن إسرائيل تدرك وتعلم أن باب التطبيع الشعبي مع مصر سيظل مغلقا
ب-هناك محاولات لأزاحه الدور المصري عن المشهد السياسي
ت-هذه المحاولات يمكن أن تنجح حتى لو فقدت القاهرة بعض من أجنحتها التي يمكن أن تؤثر على تداعيات ما تقوم به أمنيا ، ولكن في النهاية تظل مصر محورا مركزيا واستراتيجيا للكثير من الملفات التي تهم إسرائيل ، حتى مع العلاقة الندية مع القاهرة .