الموقف البطولي، المستنكر والرافض، الذي اتخذه مسيحيو الأردن يضاف لمواقف اخوة الدم والمصير والعيش المشترك، حيال التصرف غير المسؤول، الذي قام به قادة الطوائف المسيحية في القدس المحتلة، بزيارتهم لمقر إقامة رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي اسحاق هرتسوغ بحلول الأعياد.
الديانة المسيحية، ديانة المحبة والعدالة والسلام، ترفض ان تحتل أرض ويشرد شعبها، وهو الموقف المعلن لمسيحيي الشرق، فالمسيح ملك السلام حيث جاء مخلصا من العبودية والاضطهاد، وداعيا للوقوف بوجه الظالم ونصرة المظلوم، واتباعه في الاردن الاشاوس، ما حادوا عن التعاليم السماوية التي حملها نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام .
لقاء القدس، الذي استثمرته وروجته له إسرائيل، في الداخل والخارج، بان جزءا من الشعب الفلسطيني، داعما ومباركا لحربها في غزة، الامر الذي يشكل توجيها خطيرا، وحشدا للراي الغربي، المنحاز اصلا لها، في الوقت الذي تمعن آلتها الحربية، قتلا وتشريدا وهدما للمساجد والكنائس، في قطاع غزة والضفة الغربية .
الأردنيون؛ مسلمون ومسيحيون بقيادتهم الهاشمية، اكثر شعوب الارض تألما واسى، من مناظر الدماء الزكية التي ترتوي منها الأرض الفلسطينية، ومن أشلاء الاطفال والنساء وهي تتطاير، امام مسمع ومرأى عالم فقد الاتجاهات، ولم يعد يميز بين الجلاد والضحية.
ردة الفعل البطولية الرافضة لهذا التصرف، عند اهلنا من المسيحيين في الاردن، حيال موقف وصف بالانبطاحي، جاءت ردة عفوية تنسجم مع التوجه الديني، وتتماهى مع الموقف الشعبي والرسمي الاردني ايضا، في الوقت الذي الغيت الاحتفالات براس السنة، لهذا العام شعورا مع اهل غزة هاشم.
كيف لا وموقفنا التاريخي الصلب، لم يتزحزح قيد انملة، عن دعم الشعب الفلسطيني على ارضه، فجلالة الملك عبد الله الثاني، هو حامي المقدسات الاسلامية والمسيحية !! وهو صاحب الوصاية الهاشمية عليها.
اما جده فانه استشهد على ثراها الطهور، كما ان معارك الشرف والفداء، التي خاضها الجيش الاردني ضد الكيان الغاصب، منذ مطلع القرن الماضي بمسلميه ومسيحييه، وقدموا الشهداء والتضحيات الجسام، حيث اكد اتباع اليسوع، ان مواقفهم لا تقبل القسمة او التشكيك .