مضت الأربعون يوماً من قسوة الفراق ولوعته ، ووقع الفؤاد وحرقته على رحيلك الموجع الحزين ، أخي الحبيب ما زالت روحك الطاهرة النقية تعيش في الوجدان المكسور ، والقلب المكلوم ، وما زلت حياً في قلوبنا نعيش مرارة الفراق وحرقة الشوق ، كنت بالأخلاق عالياً عزيزاً ، كنت بالعز شامخاً طيباً ، وكنت للمسيء مسامحاً ، فقدناك والكل لخصالك وأفعالك متكلماً ، يا من تركتنا ولم تكن للأهل والأصحاب مجافياً ، عهدت بك الصبر وكنت للمرض متألماً فما عهدنا بك الأنين أو الصـــراخ فكنت صابراً وما تزال في القلب حاضراً ، ذهبت ورحلت والكل كان بك معزياً فقدناك وكم كنت للكل حانياً وكل من حضر الينا كان مواسياً ، ذهبت ورحلت ووريت الثرى والكل على فراقك باكياً فالأخ أنت والحبيب ولن أكون لك حتى بترابك ناسياً ، لم تجافِ بحياتك بشراً فكيف أكون بعد موتك مجافياً ، فنم قرير العين أيها الأخ الحبيب فأنت بالقلب حاضراً وقائماً وملازماً.
فالله يرحمك أنت وكل من ذهب الى مثواه مودعاً فهذه كلمات لأخــي الحبيب الأكبر يرحمه الله ، ولا أظن أننّي قد جازيته بهذه الكلمات بعضاً من صفاته فمهما كتبت ومهما عبرت ، أعجز عن وصف الموصوف ومع هذا سنظل نحمد الله ونشكره على كل النعم والبركات التي منحنا إياها رب العزة ، وتظل الذكريات الجميلة هي الشمعة التي تضيء ظلمة الحياة التي لسعتني بقسوتها بوجع فراقك القاتل ، ولأجلك أتوسل الخالق بعظيم أسمائه الحسنى بالرحمة والمغفرة. اللهم متعه بالنظر الى وجهك الكريم ، ولا تحرمه من صحبة النبي الكريم في جنتك جنة النعيم ، واجمعني به في الجنة انك سميع مجيب ، ولروحك الطاهرة كل ترتيل الحب والوفاء والرحمة .