والاغتيالات لم تُعِق يوماً، قوافلَ الفدائيين المضحين الأحرار، الذين يحبون الشهادة ويتدافعون لنيلها ويجودون بأرواحهم رخيصة في محرابها.
قامت إسرائيل على 250 مذبحة سنة 1948، ومنذ ذلك الذبح، لم تتوقف الحرب والعدوان والاغتيال.
لقد جابت فرق التصفية الإسرائيلية مدنَ العالم واقترفت اغتيالاتها فيها، مزدرية سيادة الدول والقانون.
الإرهاب على مستوى الدولة. الإبادة الجماعية. احتقار قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة. هي وسوم الكيان الإسرائيلي.
من ملامح إسرائيل: تكسير اذرع الفتيان. اغتيال الأطفال والصحفيين: محمد الدرة وشيرين ابو عاقلة. تفجير فندق الملك داود في القدس. اغتـيال الكونت برنادوت. اغتيال ريتشيل كوري. قصف ليبرتي. بروتوكول هنيبعل، يهودية الدولة، ...
اغتالت إسرائيل قائدي حركة حماس: أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، وأفشل الملك الحسين اغتيال خالد مشعل، وكبرت حماس ولم تضعف ولم تصغر.
واغتالت إسرائيل نحو 6000 من مقاتلي حماس في العدوان الوحشي الحالي، وها هي حماس تجعل قطاع غزة مقبرة للغزاة.
ليس سوياً ممارسة الاغتيالات، علاوة على انها تستجلب ردود فعل عنيفة ترتد على إسرائيل، ويتسبب في مصرع اسرائيليين.
لقد اغتالت إسرائيل بالأمس، القائد صالح العاروري، فهل ستهرع حماس إلى إلقاء السلاح ؟!
واغتالت إسرائيل من قبل، مؤسس حركة الجهاد الإسلامي فتحي الشقاقي، فهل صغرت حركة الجهاد وتفككت ؟
واغتالت إسرائيل خليل الوزير- أبو جهاد فهل، وهل ؟!
لا يجب ان نستغرب ونستهجن سلوك إسرائيل، فالجريمة تعتبر مدونة سلوك إسرائيلية، وبصمتها الوراثية. والاغتيال الفردي الذي تقترفه، لا يساوي ذرة مع اغتيالاتها الجماعية في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.
وحتى اننا لا يجب ان نحزن على ارتقاء الشهداء، انظروا ماذا قالت والدة الشهيد صالح العاروري وشقيقته، لقد اعلنتا الفخر والاعتزاز والمواصلة على درب الشهيد.
وانظروا ماذا قال صالح العاروري عندما سأله اعلامي عن احتمال اغتياله !!
انها المعادلة الكونية الصحيحة: حيثما يكون الإحتلال، تكون المقاومة. وحيثما تكون المقاومة يكون الدم والشهداء، ويكون القصف والدمار والآلام، ويكون النصر.