تناول "مهرجان الكُتّاب والقُراء" بنسخته الثانية أثر الجوائز على أعمال الكُتاب من النواحي الإبداعية والتسويقية وتمّاسها مع الأدب والأديب، وانعكاسها الإيجابي على الإنتاج الأدبي، مستضيفاً الشاعر والروائي العُماني زهران القاسمي الحاصل على الجائزة العالمية في الرواية العربية 2023، والشاعر محمد إبراهيم يعقوب الفائز بجائزة الأدب ضمن الدورة الثالثة من الجوائز الثقافية الوطنية.
وفي ندوة حوارية بعنوان "ما بعد الجائزة"، أدارها القاص والروائي إبراهيم مضواح، الحائز على جائزة المركز الثاني في مجال الرواية ضمن مسابقة جائزة الشارقة للإبداع العربي، يقول الشاعر والروائي العُماني زهران القاسمي: "تختلف الجوائز بتعدد منصاتها فمنها ماهو موجه للأعمال الكاملة، ومنها ما هو موجه للأعمال المنوعة، وأيضاً هناك الحالة النفسية لتقبل الكاتب، إما أن تحدّ من إبداعه أو تهبط معها عزائمه"، مضيفاً "لا يجب على الأديب مقارنة عمله السابق فيما يليه، فهو ما يجعله في منطقة توتر مستمرة، فبالنسبة لي المزاوجة بين الشعر والرواية أخرجتني من هذا التوتر ".
وعن طغيان السردية لديه على الشعر، يذكر القاسمي أن إنتاجه لا زال متزامناً؛ حيث الشعر والرواية ولم يطغى أحدهم على الآخر، ولم تتداخل لغته الشعرية في السردية الروائية، مع تشديده على أن أكثر ما مكنه من وصف المشهد الروائي في الأصل هي لغة الشعر.
وفيما إن كانت الجائزة هي ما بقي للمبدع الحقيقي من اعتراف، أكد الشاعر محمد إبراهيم يعقوب أن فكرة النقد تحمل أهمية كُبرى، فهي تعين بعض النصوص وتأخد بيد بعض الأدباء، وقد كان في السابق الناقد والشاعر يسيران بالتوازي معاً، بينما الآن اختفى هذا الأمر؛ فأصبحت الجوائز هي البديل الأفضل لتعريف الشاعر بنفسه.
وشدد محمد إبراهيم على أن هذه الجوائز رغم أهميتها وما تحققه من شهرة واسعة للأديب إلا أنها ليست تأكيداً حقيقياً لشاعريته من عدمها، وخصّ الشاعر يعقوب بالذكر من أبدعو لسنين طويلة ولم يحظو بجائزة واحدة، ومع ذلك استمر إبداعهم، وتواتر إنتاجهم، وكأنهم يبحثون عن التمّيز الحقيقي وليس الجائزة.
وتأتي الندوة ضمن البرنامج الثقافي لمهرجان الكُتّاب والقُراء، الذي يتضمن سلسلة من الندوات الثقافية والمناظرات الأدبية التي تستضيف نخبة من الأدباء والشعراء والنقاد في مركز الأمير سلطان الحضاري بمحافظة خميس مشيط، تتناول مواضيع شيقة تلامس واقع الأدب المحلي وفنونه المختلفة، وتسلط الضوء على أهم العوامل والجهود والمؤثرات التي أسهمت في تطوير المشهد الأدبي السعودي.