أود القول بأنه من روائع الجمال أن تقرأ في سيرة ومسيرة الرجال العظام بأن القيادة تأتي من توفر شيئان تقوم عليهما وهما ساقين أحدهما بتوفر الإنتماء والولاء للوطن والثاني بتوفر اليد النظيفة والاستقامة والنزاهة في المسيره العملية فإذا فقدت أحدهما فهي قيادة عرجاء فبدون هاتين الرافعتين ستكون هذه الزعامة كمثل الذي يسقي الورود المصطنعة وينتظر منها الثمار الناضحة.
نلقي الضوء اليوم على مسيرة رجل وطن والتي تحكي عن أفعاله ومآثره فهو قائد صنع مجدا في الثقافة العسكرية وقيم الولاء والانتماء لتراب الوطن وصنع تاريخ في البطولات القتالية في ميادين المنازله فكان ذو هيبة ووقار وسياج آمن لتراب الوطن بفضل العزيمة والإصرار على تحقيق ألاهداف والخطط العسكرية كما أرادها قائد الوطن انه الزعيم المرحوم القائد صوان بخيتان السمير الشرفات .
ولد صوان بخيتان عام ١٩٢٦ في البادية الشماليه في ظروف معيشية صعبة والتي كان يمر بها جميع أبناء البادية الأردنية على إمتداد الوطن فقد تلقى التعليم عن طريق الكتاتيب المتنقلين في المناطق المختلفة وبفترات متقطعة .
وبتاريخ 14/9/1941م إلتحق بقوة البادية الأردنية حيث أنه كان من أوائل أبناء البادية في الخدمة العسكرية .
بتاريخ 31/1/1945م إستقال من الخدمة ولكنه عاد إليها بتاريخ 6/3/1947م وشارك في حرب 1948م حيث تم إلحاقه بالمؤخرة العسكرية إلا أنه رفض ذلك وكانت رغبته أن يكون في مقدمة الجبهة وكان معه صديقه المرحوم خلف شافي السرحان وبالفعل تم نقلهم للجبهة وبعد إنتهاء الحرب وبتاريخ ١٩٤٨/١١/١٧ تم منحهم وساماً تقديراً لشجاعتهم وإخلاصهم وكذلك ترفيعهم لرتبة ملازم2
وفي عام 1951م تم إيفاده إلى الكلية العسكرية في بريطانيا لمدة عامين ثم تدرج بالرتب العسكرية بالجيش العربي إلى رتبة مقدم وكان ضابطاً ذكياً ومتميزاً بشخصيته وعمله يتحدث اللغة الأنجليزية بطلاقة بعد ذلك تم نقله لقوات البادية بتاريخ 1964م ليستلم مساعداً لقائد البادية ومديراً لشرطة البادية الشمالية إلى أن أحيل على التقاعد بعام 1965م .
في العام 1966م أثناء زيارته للمملكة العربية السعودية إلتحق بالحرس الوطني السعودي بناءاً على رغبة رئيس الحرس الوطني السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أبان كان أميراً أثناء مقابلته له ليكون أحد كبار ضباط الحرس الوطني ويقوم على تأسيس بعض وحدات للحرس الوطني السعودي وبالفعل بدأ بإنشاء أول مدرسة تدريب للحرس الوطني السعودي وكان ضابطاً لامعاً عكس الصورة الرائعة عن الضباط الأردنيين .
في أواخر عام 1970م في أواخر أحداث أيلول قام المرحوم جلالة الملك حسين بن طلال بطلبه من الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ليعود إلى أرض الوطن وبالفعل لبّى طلب جلالة الملك وعاد على الفور للأردن وصدرت الإرادة الملكية السامية بترفيعه لرتبة عقيد وتعيينه مساعداَ لقائد لواء الأمن العام حيث أظهر التميّز بعمله في تلك الفترة الحرجة .
وبتاريخ ١٩٧٢/١٠/١٠ تمت إحالته على التقاعد وما تناهى الخبر للملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عن طريق ضباط أردنيين في الحرس الوطني السعودي حتى أعاده للحرس الوطني السعودي وبرتبة عقيد واستمر بالخدمة إلى أن قدم إستقالته عام 1980م لأسباب صحية.
كانت تربطه علاقات قوية بالمرحوم جلالة الملك الحسين بن طلال وخصوصاً الأمير الحسن بن طلال والشريف ناصر بن جميل وكثير ما كان يرافق سمو الأمير الحسن بن طلال في جولاته وفي رحلات الصيد حتى بعد تقاعده وكذلك الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أبان كان أميراً والأمير متعب بن عبدالله آل سعود .
توّلى عدة مناصب أثناء خدمته العسكرية في الأردن أهمها :
قائد فئة وقائد سرية وقائد كتيبة وقائد مدرسة ضباط صف حرس وطني وقائد كتيبة مشاة نظامية وقائد لواء دروع ومساعد قائد البادية ومدير شرطة البادية الشمالية ومساعد قائد لواء الأمن العام و قائد القطاع الجنوبي .
وحصل على الأوسمة العسكرية .
وسام الإستقلال من الدرجة الثانية ووسام الكوكب من الدرجة الثانية ووسام الدفاع .
ووسام تقدير الخدمة المخلصة .
ووسام الدفاع البريطاني ووسام ذكرى حرب 1939 و 1945
وشارة العمليات الفلسطينية .
وشارة الخدمة العامة الفلسطينية.
أمام كل هذه السيرة العطرة للرجال الرجل الذي قدم نفس عسكري يوما ونفس عشائري مره أخرى في إصلاح ذات البين بين الناس والاتزان لكل من رافقه وعرفه في حالات تعدت مشاعر الإنسانية من رعيل طيب الذكر.
هناك عرفته الدولة والوطن والقوات المسلحة الأردنية الجيش العربي في تاريخ يشهد على بقاء سيرة طيبة عطرة يذكرها أبناء البادية الشمالية والوطن حيث انتقل للرفيق الأعلى في عام ١٩٨٢ .