القانون الدولي هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم العلاقة بين الدول او بين الدولة والاشخاص بأعتبارها شخصية ذات سيادة ، وينقسم إلى قانون عام داخلي وقانون عام خارجي . ومن المتفق عليه بشكل عام ان الاعلان العالمي لحقوق الانسان هو اساس القانون الدولي لحقوق الانسان ، ، ولقد كان الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي تبنته في عام 1948 ، مصدر الهام لمجموعة قيمة من معاهدات حقوق الانسان الدولية الملزمة قانونا ، ولا يزال يمثل مصدر الهام لنا جميعًا سواء في رفع الظلم في اوقات النزاعات ، او في المجتمعات التي تعاني من القمع وفي الجهود نحو تحقيق التمتع العالمي بحقوق الانسان. وهذا اعتراف ايضا بان الحقوق الاساسية والحريات الرئيسية تعد متأصلة لجميع كافة البشر . وكلا منا قد ولد حرا ومتساوي في الكرامة والحقوق . ومهما كان هناك اختلافا بالجنسيه او الاقامة او الجنس او المنشأ القومي او العرقي او اللون او الدين او اللغة او اية حالة اخرى.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو من المسؤول عن القانون الدولي ؟! ان محكمة العدل الدولية هي الهيئة القضائية الرئسية بالأمم المتحدة , وتتولى المحكمة الفصل طبقا لأحكام القانون الدولي في النزاعات القانونية آلتي تنشأ بين الدول، وتقديم الفتاوى بشأن المسائل القانونية التي قد تحيلها اليها هيئات الامم المتحدة ووكالاتها المتخصصة. وتتكون المحكمة من 15 قاضيا تنتخبهم الجمعية العامة ومجلس الامن لفترة تسع سنوات .ومقرها الرئيسي في لاهاي ..
و يعد القرار الصادر عن محكمة العدل الدولية. المقامة من جنوب افريقيا ضد إسرائيل بتهمة الابادة الجماعيه وضد الانسانية ،ولها خصوصية ‘ اتفاقية منع الابادة الجماعيه ‘ التي وقعت وتم التصديق عليها من كافة دول العالم ومنها إسرائيل ، هو بأن ألزمت المحكمة الدولية إسرائيل باتخاذ اجراءات لمنع الابادة الجماعيه في غزة والتحريض المباشر عليها وقالت ايضا ان على إسرائيل ان تتخذ كل الاجراءات التي في وسعها لمنع ارتكاب جميع الافعال ضمن نطاق الماده الثانية من اتفاقية الابادة الجماعيه ،وان التدابير المؤقتة ايضا ستسمح بوصول المساعدات الانسانية الى قطاع غزة وحيث ايضا رفضت محكمة العدل الدولية في حكمها الصادر الطلب الاسرائيلي برفض الدعوى التي اقامتها جنوب افريقيا .وبموجب الحكم ايضا يتعين على إسرائيل ان ترفع تقريرًا الى المحكمة في غضون شهر بشأن كل التدابير المؤقتة.وصوتت اغلبية كبيره من اعضاء المحكمة المؤلفة من 17 قاضيا يشهد لهم بالنزاهة والحيادية واحترام سيادة القانون ، لصالح اتخاذ اجراءات عاجلة تلبي معظم ما طلبته جنوب افريقيا في دعوتها باستثناء توجيه الامر بوقف الحرب على غزة . وان الفصل النهائي في هذه الدعوى قد يستغرق سنوات طويلة . ، وقد أشاد رئيس جنوب افريقيا سيريل رامافوزا في تصريح له ، بالحكم الذي اصدرته محكمة العدل الدولية بفرض اجراءات طارئة على إسرائيل بسبب الحرب على غزة ووصفه بانه خطوة على طريق العدالة .
تلك العدالة نفسها التي يطلبها اغلب الشعوب،
لإن شعوب العالم الفقيره في النهاية هي التي تدفع الثمن وحدها.