واصلت وسائل إعلام عالمية وعربية تسليط الضوء على الدور المحوري للأردن بإحلال السلام في المنطقة، في ضوء الجولة التي يقوم بها جلالة الملك عبدالله الثاني واستهلها بلقاء مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض. وشملت كذلك عددًا من العواصم الأوروبية.
وتناولت هذه الوسائل تصريحات جلالة الملك مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، في ضل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، وما يخلفه من كارثة إنسانية لأهالي القطاع المحاصر، والتهديد الإسرائيلي بشن عملية عسكرية في رفح.
ونقلت في تغطيتها للمباحثات التي أجراها جلالة الملك مع الرئيس الامريكي وما عقبها من تصريحات لجلالته، ولقاءاته مع عدد من الساسة الأمريكيين، تركيز جلالة الملك بشكل أساسي على ضرورة وضع حد للحرب في غزة ووقف إطلاق النار، والدفع نحو إيحاد أفق سياسي ينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفق حل الدولتين.
صحيفة "ذا واشنطن إندبندنت"، قالت إن لقاء جلالة الملك مع الرئيس بايدن، تضمن تحذيرا جديا أطلقه الملك من خطر استمرار الحرب في غزة، وانتقال تبعاتها إلى عموم المنطقة، مشيرة إلى الموقف الأردني الثابت منذ بدء الحرب والداعي إلى حل سياسي في المنطقة بعيدا عن الحلول الأمنية التي لن تحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأضافت الصحيفة أن الدبلوماسية الأردنية التي يقودها جلالة الملك، تركز على استثمار علاقات الأردن مع الدول المؤثرة في العالم، لتغيير المواقف تجاه ما يجري من حرب مدمرة في غزة، والعودة الى المفاوضات لإنهاء دوامة العنف.
و قالت قناة "الحرة" الأمريكية على موقعها الإلكتروني، إن جلالة الملك تحدث عن الدور القيادي الأمريكي وضرورة التدخل لإنهاء الحرب وإرساء السلام في المنطقة والدفع نحو التهدئة.
وأشارت القناة إلى التحذير الواضح لجلالة الملك من عملية إسرائيلية محتملة في رفح، لما تشكله من كارثة إنسانية كبيرة تضاف إلى الآثار التدميرية الكبيرة للحرب على القطاع، في ظل محدودية المساعدات الإنسانية التي تدخل الى القطاع.
واشار موقع "برايتبار" الأمريكي إلى التحذير الصريح للملك عبدالله بعد لقائه الرئيس بايدن من أي عملية برية إسرائيلية في رفح، وخطورة الأوضاع في الضفة الغربية والقدس والأماكن المقدسة في المدينة؛ بسبب الاستفزازات الإسرائيلية المتواصلة، وتقييد وصول الفلسطينيين للصلاة في المسجد الاقصى، وتأكيد جلالته على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة.
وأشار كتاب ومحللون سياسيون عرب وأجانب إلى أن الملك تناول قضية وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"الأونروا" بجدية كبيرة، مؤكدًا أن دور الوكالة يجب أن يبقى نظرًا للخدمة الإنسانية التي تقدمها.
ولفتت صحف ووسائل إعلام عربية وغربية إلى أهمية زيارة جلالة الملك إلى واشنطن واللقاءات التي أجراها مع مسؤولين أمريكيين وتأكيده على ضرورة وقف الحرب بأسرع وقت ممكن حفاظًا على حياة الأبرياء.
وأكدت الصحف أن الأردن سعى دوما إلى المبادرة نحو إرساء سلام عادل وشامل في منطقة الشرق الأوسط والاشتباك إيجابا مع القضايا المحيطة كافة، إيمانا منه أن الشعوب لن تعيش بأمان وسلام مع وجود الصراعات والنزاعات التي ارهقتهم وخلفت مزيدا من الضحايا، مشيرة إلى الجهودة الكبيرة التي يبذها جلالة الملك عبد الله الثاني في ايصال الرسالة الحقيقية لصورة الوضع القائم إلى جميع دول العالم.
وقالت وسائل إعلامية إن إشارات جلالة الملك واضحة فيما يتعلق ليس فقط بوقف إطلاق النار، وإنما بالتفكير بخطة عملية قابلة للتنفيذ تتضمن إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وإنه بدون ذلك يصعب ضمان السلام الذي تسعى اليه المنطقة.