ليست مجرد أزمة إنسانية بل هي أكبر أزمة أخلاقية تواجه البشرية… بهذه العبارة وصف الكاتب الأمريكي فين بودهي ما يجري في غزة، مع استمرار جرائم الإبادة الجماعية التي تشنها "إسرائيل” على الفلسطينيين، مشيراً إلى أن الأبعاد الخطيرة التي تحملها هذه الجرائم تتكشف أمام أعين الجميع، دون أن تسمح القوى الكبرى بزعامة الولايات المتحدة باتخاذ أي خطوة لإيقافها.
بوهي أشار في تقرير نشره موقع غلوبال ريسيرتش الكندي إلى أن الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل” في غزة تتجلى أمام البشرية برمتها، فمن شاشات التلفزيون إلى وسائل التواصل الاجتماعي تتوالى صور الشهداء والضحايا، وجميعنا نرى أطفالاً بترت أعضاؤهم، وتمزقت أجسادهم وتجمدوا حتى الموت أو قضوا جوعاً، وهم وحيدون بعد أن خسروا عائلاتهم في القصف الإسرائيلي المتواصل، مضيفاً: إن صور المباني السكنية والأحياء والمشافي والمدارس المدمرة تنطق لوحدها وتكشف حجم الكارثة، أما أزمة الجوع وجثامين الشهداء الملقاة في الشوارع والمقابر الجماعية فكلها توضح أبعاد الأزمة الأخلاقية التي نواجهها في ظل تواطؤ الحكومات الكبرى في أمريكا وبريطانيا وغيرها مع جرائم "إسرائيل”.
وسخر بوهي من مواصلة قوى الغرب تقديم نفسها بوصفها أحجار زاوية رئيسية في الحفاظ على النظام الدولي والمدافع عن حقوق الانسان لتتجرد حقيقتها ونفاقها الآن بدعمها لـ "اسرائيل” تحت ذرائع سخيفة وواهية ومساندتها كياناً ينتهك مرة تلو الأخرى جميع القوانين والأعراف التي تتشدق بها.
الإفلاس الأخلاقي لدى قوى الغرب اتضح أمام الجميع وفقاً لـ بوهي وأثار موجات غضب شعبية في أنحاء العالم، فمن يرفض المطالبة بوقف إطلاق النار ويخترع الأكاذيب والذرائع لتبرير الجرائم التي ترتكبها "إسرائيل” ومن يتشدق بالحديث عن السلام لكنه يعارض أي قرار في مجلس الأمن الدولي لوقف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، لا يعترف أصلاً بأي قوانين دولية ولا يلق بالاً لها، وهذه جميعها أفعال القوى الكبرى وكلها على حساب الأبرياء.