بعد أن كانت ذات يوم "متقاعسة"، تقول صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن شركات صناعة السيارات الصينية باتت تثير المخاوف في عالم المركبات الكهربائية.
وذكرت الصحيفة أن الصين تتقدم بسرعة أكبر في سباق السيارات الكهربائية العالمي مستفيدة من طفرة صناعة السيارات الكهربائية في البلاد، وتفوقت على المنافسين الأجانب لتطوير السيارات بشكل أسرع، عبر الدفع بحدود التكنولوجيا الذكية المستخدمة في هذه الصناعة وإغراق سوق المستهلكين بالخيارات.
ويقول مسؤولون تنفيذيون في الصناعة إن شركات صناعة السيارات الصينية تتطور بشكل سريع بنسبة 30% تقريبًا عن الشركات المصنعة القديمة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أنها قلبت الممارسات العالمية التي بنيت على مدى عقود من تصنيع السيارات المعقدة ذات محركات الاحتراق.
وتشدد الصحيفة على أن الصينيين يعملون على عدة مراحل من التطوير في وقت واحد، وأصبحوا على استعداد لاستبدال الموردين التقليديين بموردين أصغر وأسرع، ويجرون المزيد من الاختبارات الافتراضية بدلا من الاختبارات الميكانيكية التي تستغرق وقتًا أطول.
وفي هذا الصدد أفادت بأن شركات صناعة السيارات الكهربائية الأجنبية تعترف علنا بأنها تطارد نظيراتها الصينية في هذا المجال وتشعر بقلق متزايد من المنافسين الصينيين.
وذكرت "وول ستريت جورنال"، أن شركة صناعة السيارات الكهربائية الصينية "نيو" وهي واحدة من الشركات الناشئة الرائدة في هذا المجال في الصين، تستغرق أقل من 36 شهرا من بداية المشروع إلى تسليم السيارات للعملاء، مقارنة بنحو أربع سنوات بالنسبة للعديد من شركات صناعة السيارات التقليدية.
ومن بين أسباب ذلك، تقول الصحيفة هو أن هذه الشركة الصينية تطرح سيارات مزودة بتكنولوجيا كامنة مثل الشريحة الاحتياطية التي تسمح لها بإضافة ميزات جديدة بشكل متكرر من خلال تحديثات البرامج.
وأفادت الصحيفة أن شركة زيكر الصينية لصناعة المركبات الكهربائية وهي تابعة لشركة السيارات العملاقة "جيلي Geely" تستطيع تطوير المركبات الكهربائية من الصفر خلال 24 شهرًا.
وباتت الصين تبيع الآن أكبر عدد من السيارات الكهربائية في العالم، بدعم من سياسات التحفيز الحكومية السخية، بحسب التقرير.
وساهمت السيارات التي تم إطلاقها العام الماضي في 90% من نمو مبيعات سيارات الركاب في الصين، وفقا لجمعية سيارات الركاب في البلاد.
ويؤكد إيلون ماسك، رئيس شركة تيسلا، والرئيس التنفيذي لشركة فورد، جيم فارلي، أن أكبر التهديدات المستقبلية لهما ستكون قادمة من الصين، فيما تتبنى شركتا فولكس فاجن، ونيسان بعض الطرق الصينية لتكونا أسرع نموا.
ويحذر التقرير من أن شركات صناعة السيارات العالمية تخاطر بالتخلف وراء الشركات الصينية في مجال التكنولوجيا.
وأفادت الصحيفة بأنه من المتوقع أن تصل حصة السيارات الكهربائية في مبيعات السيارات العالمية إلى 40% بحلول عام 2027 على الرغم من التباطؤ الأخير.
وتقول الصحيفة إن كل الطرق التي تمضي بها الصين إلى الأمام ليست مبتكرة، حيث يتبنى صانعو السيارات في العملاق الآسيوي أفكار شركة تسلا لكنهم يدفعونها للأمام.
وأفادت الصحيفة بأنه تمت الإطاحة بشركة تيسلا كأفضل بائع للسيارات الكهربائية في العالم من قبل شركة BYD الصينية.
وتصر شركات صناعة السيارات الصينية على عدم تقديم أي تنازلات، لكن البعض في الصناعة يقولون إن تركيزهم ينصب على السعي إلى النمو أولا، في حين تعمل شركات صناعة السيارات القديمة على تعزيز نظام قوي حول تلبية معايير السلامة والجودة.