يوجد حالياً أكثر من 430 كابلاً تحت الماء تعبر ما يقرب من 750.000 ميل (1.2 مليون كيلو متر) من قاع المحيط، حيث يقول جاكوب هيلبرج إن بعضها يتوقف عند ما يقرب من أربعين نقطة هبوط مختلفة، من وجهة نظر عدو قادر وحازم، يوفر هذا النطاق الهائل الكثير من الفرص للهجوم والاختراق.
بنفس القدر من الأهمية، يمكن تنفيذ مثل هذا الهجوم بمستوى معين من الإنكار المعقول. كما أشار كريستيان بويغر، خبير الأمن البحري في جامعة كوبنهاغن، "من السهل جداً إخفاء التخريب الذي حدث لكابل ما تحت الماء".
ويمكن أن تتسبب القوارب أو سفن الصيد في إتلاف الكابلات بمجرد وضع مرساة عليها في المياه الضحلة بالقرب من السواحل. يمكن أن تضرب الغواصات الكابلات البحرية "عن طريق الخطأ"، أو يمكن للغواصين أيضاً العبث بها.
يقول ستيفن كوتكين، الباحث المتخصص في الشأن الروسي في معهد هوفر الأمريكي، إنه لن يكون من الصعب على دولة مثل روسيا، التي لديها قوة بحرية كبيرة وغواصات نووية "قطع تلك الكابلات البحرية"، مضيفاً أن "المحيط مكان كبير، وسيسهل على موسكو فعل ذلك، إذ سيستغرق إصلاح الكابلات وقتاً، ويسبب ضرراً كبيراً للولايات المتحدة وحلفائها".
ويرى كوتكين أن الضرر لذلك الفعل يمكن أن يتحمله بعض أعداء الولايات المتحدة، مضيفاً: "النظام المالي الدولي له قيمة أكبر بكثير بالنسبة لنا مما هو عليه بالنسبة للروس، وبمجرد إصلاح الكابلات، يمكن ببساطة إعادة قصها أو العبث بكابلات أخرى في مناطق مختلفة حول العالم".
في السياق، تقول مجلة National Interest الأمريكية إن التعرض لخطوط الاتصالات والإمداد وقطعها مفاهيم قديمة قدم الحرب نفسها، حيث سيوفر قطع الكابلات أيضاً مزايا واضحة في ساحة حرب المعلومات سريعة التقدم، وفي الواقع، هناك سابقة عمرها قرن من الزمان.
ففي 5 أغسطس/آب 1914، بعد ساعات قليلة من إعلان الحرب ضد الإمبراطورية الألمانية، قطع البريطانيون اتصالات الكابلات البحرية الألمانية. حيث أرسلوا سفينة تسمى Teconia إلى بحر الشمال لقطع كابلات الاتصالات الألمانية الخمسة آنذاك تحت الماء، بما في ذلك اثنان لربط برلين بنيويورك. وبحسب المجلة الأمريكية، فبعد تلك الحادثة، لم يكن بالإمكان إرسال أي أخبار أوروبية إلى الولايات المتحدة باستثناء لندن وباريس...وكالات .