في مبادرة هي الأولى من نوعها في دولة الإمارات العربية المتحدة، أقامت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة فعالية المحمية الفلكية في محمية بحيص الجيولوجية الواقعة في منطقة المدام بإمارة الشارقة لإدراجها كأول محمية فلكية في الدولة معتمدة من قبل الرابطة الدولية للسماء المظلمة، وذلك بالتعاون مع أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك.
وشهدت الفعالية حضور كلاً من سعادة هنا سيف السويدي رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة و فريق من أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، ومسؤولون من عدة جهات حكومية وأكاديمية وسياحية في الشارقة من أهمها جامعة الشارقة، وجمعية الإمارات للفلك، وهيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، وهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، بالإضافة إلى جمع من الزوار وموظفي هيئة البيئة والمحميات الطبيعية.
وتضمنت الفعالية عدة أنشطة مصاحبة حيث عاش الحضور تجربة رصد البقع الشمسية بالتلسكوبات، وعملية تحديد الموقع والاتجاهات، كما شهدوا ورشة عن التصوير الفلكي ورصد الكواكب والسدم النجمية بالتلسكوبات.
نافذة جديدة للسياحة الفلكية في الإمارات
وفي هذا الإطار، قالت سعادة هنا سيف السويدي رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة إن المبادرة الجديدة تأتي في إطار الشراكة والتعاون الفعال مع المؤسسات العلمية والأكاديمية في الشارقة، بهدف إطلاق مجالات جديدة تعزز من مكانة الشارقة باعتبارها وجهة مثلى للسياح وعشاق الطبيعة ومحبي الاستكشاف.
وأشارت سعادة هنا سيف السويدي إلى أن فعالية المحمية الفلكية تعتبر نافذة نوعية تسعى الهيئة من خلالها إلى توفير نوع مبتكر من برامج السياحة البيئية الطبيعية وهي السياحة الفلكية، حيث تتميز محمية بحيص الجيولوجية بأنها تتيح للمهتمين فرصًا استثنائية لاستخدام أجهزتهم الخاصة لرؤية السماء ومشاهدة أضوائها الناصعة في بيئة تنفرد بالإضاءة المنعدمة أو المنخفضة، بالإضافة إلى رصد الأحداث والظواهر الفلكية، والاستمتاع بمراقبة النجوم المتلألئة والكواكب والمجرات بشكلها الطبيعي في أجواء بديعة وصافية وعالية الوضوح بعيدًا عن التلوث الضوئي الذي تعاني منه المدن الصاخبة والمزدحمة بالمباني والعمران وإضاءاتها الساطعة، الأمر الذي يحرم العديد من سكان العالم من مشاهدة ملايين النجوم التي تزين السماء.
فرصة لمشاهدة السماء في أجواء صافية
وأضافت رئيس الهيئة إن محمية بحيص الجيولوجية ستقدم حزمة من الفعاليات المصاحبة حول بعض الظواهر الفلكية مثل «زخات الشُّهب»، والاستمتاع بها مما يتطلب الوجود في أماكن مظلمة، كما يمكن مشاهدة القمر بمختلف مراحله، وتساقط الشهب إلى الأرض، والسدم التي تتكون نتيجة انفجار النجوم وتشكل ألوانًا مميزة في السماء، بالإضافة إلى مراقبة الحياة البرية الليلية في طبيعتها الأصلية.
دور علمي وترفيهي للمحمية
واختتمت بالقول إن المحمية ستقوم بدور حيوي لدعم الأغراض العلمية والتعليمية والطبيعية في المنطقة، بالإضافة إلى الجانب السياحي الترفيهي، وإقامة العديد من الفعاليات الفلكية، وجلسات رصد الأحداث الفلكية، والاستمتاع بما يعج به الفضاء من نجوم وكواكب، بالإضافة إلى تمكن محبي التصوير، التصوير الفلكي ومراقبة الحياة الليلية .
يذكر أن موقع محمية بحيص الجيولوجية الذي توجد فيه حديقة بحيص الجيولوجية، يحتضن دلائل تاريخية حول كيفية تشكل الطبيعة المحلية قبل فترة لا تقل عن 93 مليون سنة، وهو موقع غنيّ بالبقايا المتحجّرة للعديد من الكائنات البحريّة القديمة التي استوطنت بحاراً ضحلة كانت تغمر معظم اليابسة في الإمارات حتى فترة قريبة من المنظور الجيولوجيّ.