يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن معركة شاقة وصعبة لهزيمة منافسه الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، وفق صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وأضافت الصحيفة أنه خلال خطاب بايدن الأخير أمام الكونغرس، كان هناك اهتمام متزايد بتبديد الشكوك حول قدرات الرئيس البدنية والعقلية في مواجهة معركة إعادة انتخابه الصعبة ضد ترامب، لاسيما في ظل التصورات التي تروجها حملة المرشح الجمهوري الانتخابية، وبعض منشورات "السوشيال ميديا" حول ضعف بايدن وإصابته بالخرف والخمول.
وقالت الصحيفة إنه "في خطاب مفعم بالحيوية لمدة 68 دقيقة، تحدث بايدن بثقة ونشاط، وخاطب الجمهوريين بشكل مباشر، وألقى انتقادات حادة استهدفت خصومه، كل ذلك أثناء حديثه بصوت عالٍ".
ورغم تقدمه في السن، وصف النقاد أداء الرئيس بالـ"مشاكس" و"العنيد"، ما يشير إلى قدرته على الانخراط بشكل فعال في القتال السياسي، مثلما حظي بإشادة غير متوقعة من شبكة "فوكس نيوز"، التي عادة ما تصور بايدن على أنه "جثة تمشي على الأرض"، وفق الصحيفة.
وأكدت أن هيمنة ترامب داخل الحزب الجمهوري، تمثل عقبة هائلة أمام بايدن، لاسيما بعد فوزه الساحق في الانتخابات التمهيدية الأخيرة يوم "الثلاثاء الكبير"، والدعم الثابت الذي يحظى به من أعضاء الحزب الجمهوري في الكونغرس.
ورغم الآمال بأن يؤدي تحدي بعض المعارضين الجمهوريين لترامب في الانتخابات التمهيدية إلى إضعافه قبل الوصول إلى الانتخابات الرئاسية، إلا أن ذلك لم يحدث، ولم يتأثر ترامب من خصومه في الحزب، ما يضفي مزيدًا من التعقيد على آفاق بايدن الانتخابية، بحسب "الغارديان".
علاوة على ذلك، تعرضت آمال بايدن في الاعتماد على الطعون القانونية لعرقلة ترشيح ترامب، إلى ضربة قوية من خلال إجماع المحكمة العليا على دعم أهلية ترامب للاقتراع في جميع الولايات الخمسين، وفق الصحيفة.
كما لفتت إلى إصدار المحكمة العليا، التي يهيمن عليها الآن قضاة محافظون بسبب التعيينات التي قام بها ترامب عندما كان رئيسًا، جدولًا زمنيًا يبطئ بشكل فعال أقوى القضايا المرفوعة ضد الرئيس السابق، لاسيما الاتهامات الموجهة له بتخريب انتخابات العام 2020.
واعتبرت أن هذا التأخير يقلل بشكل كبير من احتمالية الإدانة قبل الانتخابات المقبلة، وهو تطور مخيب للآمال بالنسبة للديمقراطيين.
وأكدت "الغارديان" أنه في ضوء هذه التحديات، تواجه حملة إعادة انتخاب بايدن طريقًا أكثر صعوبة ومشقة نحو النصر، مشيرة إلى أن الدعم المتزايد لترامب من قبل المجموعات الديموغرافية الرئيسة، بما في ذلك الناخبون السود واللاتينيون، يشكل تهديدًا آخر لحملة بايدن الانتخابية، خاصة مع تراجع شعبية الرئيس بين الناخبين الشباب.
وقالت إنه بالنظر إلى كل هذه التطورات معًا، ليس من المبالغة القول إن ائتلاف بايدن الانتخابي بدأ يتصدع بالفعل.
من جانبها ، تقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن العديد من الأمريكيين نسوا على ما يبدو الخلافات والقضايا الجدلية التي شهدها عهد ترامب، مع تحول الأعوام من 2017-2021 إلى حالة "فقدان ذاكرة جماعي" لدى الأمريكيين.
وعزت الصحيفة حالة "فقدان الذاكرة" إلى اعتياد الأمريكيين على الخلافات المتكررة التي يثيرها ترامب، والتي باتت تغطي المشهد في الولايات المتحدة، ما يجعل الأمريكيين غير حساسين لفظائعه، وفق تعبير الصحيفة.
وقالت إنه بالرغم من جهود بايدن لتسليط الضوء على نزعات ترامب الديكتاتورية، وتأثيره على قضايا مثل تعيينات المحكمة العليا وحقوق الإجهاض، إلا أن هناك شكًا حول فاعلية الرسالة التي يحاول ايصالها، خاصة بين الناخبين الأصغر سنًا.
وجزمت الصحيفة بأن التحدي الأكبر أمام بايدن الآن، هو التغلب على فقدان الذاكرة العامة بشأن رئاسة ترامب، وإيصال رسالته بفاعلية إلى الناخبين.. ومع ذلك، قد لا تكون الصيغة التي نجحت في الانتخابات النصفية للعام 2022 كافية لتأمين إعادة انتخاب بايدن، الذي يتعين عليه اتخاذ المزيد من الإجراءات، فلا يمكنه أن يتوقع من الأمريكيين تقدير إنجازاته على مدى الأعوام الثلاثة الماضية، لأنهم لا يشعرون بأن حالهم أفضل.
وعلاوة على ذلك، لا يمكن لبايدن الاعتماد على ذكريات عهد ترامب السيئة، خاصة أن تلك الذكريات بدأت تتلاشى من أذهان الأمريكيين، وفق الصحيفة.
وفي ذات السياق، يقترح رون براونستين، من مجلة "ذي أتلانتيك"، ضرورة أن يركز بايدن على المستقبل بدلًا من الخوض في الماضي، وأن يقدم الانتخابات المقبلة على أنها اختيار بين رؤيته، ورؤيته لترامب خلال الأعوام الأربعة المقبلة في البيت الأبيض.
واختتمت "الغارديان" تقريرها بالقول إنه "رغم التحدي الصعب الماثل أمامه، فإن بايدن لا يستطيع تحمل الفشل، لأن العالم يعتمد على نجاحه".