قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن تردد المستشار الألماني أولاف شولتس بشأن أوكرانيا يصب في مصلحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وذكرت الصحيفة أن "برلين امتنعت عن إرسال صاروخ توروس لكييف، ورفضت رفضا قاطعا اقتراح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المتشدد بأن يدرس الناتو نشر قوات في أوكرانيا".
وأشارت إلى أن اقتصاد ألمانيا آخذ في التدهور؛ إذ دخل في حالة من الركود، بينما لفت وزير الاقتصاد إلى "ارتفاع التكاليف وانخفاض الصادرات ونقص العمالة"، وقال إن الوضع "سيىء للغاية".
ووفق التقرير، فإن الخلاف الكبير بين روسيا وألمانيا حول التسريبات الألمانية نتج عن خطأ ألماني بسيط أدى للاختراق الأمني، وليس عن طريق الإنترنت الروسي.
وتابع: "بعد حرب روسيا على أوكرانيا، تعهد شولتس بتقديم 100 مليار يورو (85 مليار جنيه إسترليني) لتعزيز الدفاعات الأوكرانية؛ ومنذ ذلك الحين، ضاعف مساعداته العسكرية لأوكرانيا، لكنه لم يرسل السلاح الذي تحتاج إليه كييف بشدة ــ صاروخ توروس".
وأردف: "كما أن شولتز يسير بخطى بطيئة مع جو بايدن فيما يتعلق بأوكرانيا، لكن دونالد ترامب، الساخر من أوروبا والمعجب بروسيا، يعرّض هذه الروابط للخطر".
وبحسب "الغارديان"، يعتبر شولتس المستشار الأقل شعبية في ألمانيا، فيما تواجهه الانقسامات حول سياسة المناخ والطاقة، والإضرابات والاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد.
وأضافت أن "الخلافات الغامضة حول الميزانية، وصعود حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف - الذي يتقدم الآن في استطلاعات الرأي على الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي ينتمي إليه شولتس- يؤديان إلى مقارنات غير مواتية مع عصر أنجيلا "موتي" ميركل المؤيدة للاستقرار والجمود والفطرة السليمة".
وبيّنت الصحيفة أن العجز الألماني، الناشئ عن المصلحة الذاتية، فضلاً عن إرث الذنب، لن يكون كافياً لتمزيق النظام الدولي ولا يخدم مصالح ألمانيا؛ أضف إلى أنه يعيق الجهود التي تبذلها أوروبا لصياغة هوية موحدة أكثر اكتفاءً ذاتيا وقدرةً ومرونةً في مواجهة النزعة القومية الصاعدة المفترسة في روسيا والصين والولايات المتحدة والهند.
وأوضحت أن "رؤية ماكرون لزيادة المجهود الحربي في أوروبا وحشد الحلفاء، مع تعثر الدعم الأمريكي، وإلحاق هزيمة رمزية ببوتين على مدى الأجيال، لن تتحقق من دون ألمانيا".