في كثير من الأحيان يكون حزم الأمتعة والتوجه إلى بطولة للخيل عملا أكبر مما يتطلبه ركوب الخيل، وتدريبه، وتنظيف غطائه الطبيعي، وتنظيف معدات ركوبه للوصول إلى مكان المنافسة قبل غيرك.
هل حزمنا صندوق تنظيف الغطاء الطبيعي للحصان؟ أين جواربي؟ لقد قمنا بشحن الحصان، أليس كذلك؟
الآن تخيل أن حزم الأمتعة والتوجه إلى بطولة للخيل تجري في مكان ما وراء البحار. هذا بالضبط ما يقوم به العديد من راكبي الخيل الدوليين الذين شاركوا في بطولة رولكس كنتاكي لعام2017 التي تستغرق ثلاثة أيام، والتي تجري في الفترة من 26-30 أبريل في حظيرة كنتاكي للخيل. لا يتعين فقط على راكبي الخيل هؤلاء أن يتذكروا كل ما لديهم وما لدى خيولهم من عتاد في الرحلة الأولى، ولكن عليهم أيضا أن يتفحصوا مجموعة من اللوائح الحكومية الخاصة باستيراد الخيول إلى الولايات المتحدة.
ما الذي ينطوي عليه ذلك الإجراء المعقد؟ ذهبنا مباشرة إلى المصدر المسؤول لمعرفة ذلك.شرح ألينإي.بيج، دبلوم ودكتوراه، ضابط طبي بيطري بقسم الاستيراد والتصدير الوطني بدائرة فحص صحة الحيوانات والنباتات بوزارة الزراعة الأمريكية الوطنية، الخطوات والقواعد والأنظمة المرتبطة باستيراد الخيول للمنافسة.
قال بيجإن غالبية الخيول التي تنقل إلي أمريكا الشمالية بالطيران للمسابقات تنحدر من أوروبا واليابان، وبدرجة أقل من أمريكا الجنوبية. على هذا النحو، وعلى الرغم من وجود استثناءات محددة وقواعد مختلفة تنطبق على الخيول القادمة من بلدان أخرى، الا أنه ركز على لوائح استيراد الخيول من أوروبا واليابان وأمريكا الجنوبية.
نصيحة: لا تقم بها على حدا
أولا وقبل كل شيء، إن استئجار وسيط للإشراف على رحلة الحصان ممارسة شائعة.
قال بيج: "في حين أنه من الممكن، من الناحية النظرية، عدم استخدام وسيط، فإنه من الصعب للغاية الاستغناء عنه، إنهم يضعون جميع الترتيبات اللوجستية لنقل الحصان – تأمين الشهادات الصحية من البلد المصدر، وترتيب أي اختبار مسبق يريدون القيام به، وترتيب الرحلة الجوية؛ وترتيب النقل البري من المزرعة إلى الطيران، وترتيب الناس لشحن الحصان للرحلة؛ والتعامل مع الجمارك وحرس الحدود، ووزارة الزراعة الأمريكية عندما يصل الحصان إلى الولايات المتحدة.
وأضاف قائلا: "انهم يعالجون كل الخدمات اللوجستية التي لا يعرفها الناس عن شحن الخيل"."
وفي نهاية المطاف، إن استخدام وسيط من عدم استخدامه قرار فردي. ولكن الوسطاء على دراية جيدة بجعل الأمر المعقد أكثر سلاسة، وأسهل لجميع المعنيين.
الخيول السليمة فقط
تنتشر في الولايات المتحدة بالفعل الكثير من الأمراض التي تثير قلق ملاك الخيل. وغني عن القول إن وزارة الزراعة الأميركية تتخذ كل الاحتياطات لمنع الحصان الأجنبي من جلب مرض آخر إلى البلاد.
قال بيج إن وزارة الزراعة الأمريكية لا تشترط على الخيول أن تمر بفترة عزل ما قبل التصدير قبل سفرها إلى الولايات المتحدة. وبدلا من ذلك، فإنهم يضعونها تحت الحجر الصحي بمجرد وصولها إلى الولايات المتحدة، ولكن قبل إطلاق سراحهم إلى البلاد. أثناء هذا الحجر الصحي، يجب أن يختبر كل حصان سلبيا من حيث:
فقر الدم المعدي.
كل من العاملين المسببين لداء البابِسِيَّاتِ – ثيليريا إكويو بابيسيا كابالي.
الرعام.
الحُلاق.
وإذا كان اختبار الحصان إيجابيا لأي من تلك الأمراض، فإن السلطات ستحتفظ بجميع الخيول الأخرى التي يتم شحنها إلى جانب الحيوان الإيجابي في الحجر الصحي، إلى أن يتم اختبار الحصان قيد النظر في اختبارات سلبية. وإذا استمر هذا الحصان في اختبار إيجابي واعتمادا على المرض قيد النظر، فسوف تعاد الشحنة الكاملة من الخيول إلى بلدهم الأصلي أو أنه سوف يتم خطوات بتكليف من حكومة بلد المنشأ للقضاء على خطر هذا المرض.
وأضاف قائلا: "هذا هو السيناريو الاسوأ بالنسبة للجميع، ولحسن الحظ، فإنه من النادر أن يحدث هذا.”
ولمنع حدوث مثل هذا الوضع، يقوم معظم الوسطاء بإجراء تجارب مسبقة. يتم جمع عينات الدم من الخيول المقرر أن تسافر وترسل إلى المختبر الوطني للخدمات البيطرية، في آميسأيوا، لضمان إجراء اختبار سلبي للأمراض المعنية لتلك الخيول.
إن الاستثناء الملحوظ بين الخيول التي يتم استيرادها مؤقتا للمنافسة وعلى أساس دائم هو اختبار التهاب المريء الخيلي المعدي. فالخيول غير المخصبة أو مستأصلة المبيض التي تستورد خصيصا للمنافسات، مثل فعالية رولكس كنتاكي، ليست مطالبة بإجراء اختبار التهاب المريء الخيلي المعدي أو الحجر الصحي، لأنه صدر في حقها إسقاط هذا الشرط. يجب اختبار الخيول التي يتم استيرادها بشكل دائم – وهذا يشمل اختبار فحول التشبية– ووضعها في الحجر الصحي لفترة إضافية من الزمن قبل أن يسمح لها بالدخول إلى مكان عامة الخيول. قال بيج إنه إذا كان الحصان الذي تم استيراده للمنافسة ينتهي به المقام في الولايات المتحدة بشكل دائم (إذا كان قد بيع خلال الرحلة مثلا)، فيجب أن يعود الحصان إلى منشأة معتمدة لإجراء اختبارات اختبار التهاب المريء الخيلي المعدي ويوضع في حجر صحي. وفي الوقت نفسه، فإن وزارة الزراعة الأمريكية لا تطلب أن تتلقى الخيول لقاحات محددة قبل الاستيراد المؤقت. بيد انها تحظر أي تطعيم خلال 14 يوما من الشحن الى الولايات المتحدة، على حد قول بيج.
الوصول الى أميركا
عندما يتم تأمين شهادة صحة الحصان واكتمال الاختبارات المسبقة – إذا كان يجري القيام بها – فسوف يشحن الحصان على متن الطائرة وتبدأ الرحلة إلى أمريكا .قال بيج: "لدينا أربعة مراكز رئيسية في الولايات المتحدة لاستيراد الخيول: نيويورك وشيكاغو وميامي ولوس انجلوس. وعادة ما تأتي خيول رولكس عبر شيكاغو أو نيويورك وتنقل بالشاحنات إلى كنتاكي.”
قال بيجإن الخيول عادة ما تسافر مع التبن، وأحيانا الحبوب والمياه للمساعدة على إبقائها سعيدة وصحية خلال الرحلة. وأضاف أنه يتعين عليها ترك هذه الحصص وراءها عندما تغادر الطائرة وأضاف "إن بقايا التبن عادة ما يتخلص منها، الى جانب الفراش الذي تأتي معه، وأي حبوب مفتوحة أكياسها وسبب ذلك هو أنه لم يتم تفتيشها من قبل دائرة فحص صحة الحيوانات والنباتات بوزارة الزراعة الأمريكية، لأنها يمكن أن تكون ملوثة.
عموما لا يتم شحن التبن؛ ومع ذلك يتم بشكل منتظم جلب أكياس من الحبوب غير المفتوحة مع علامات الشركة المصنعة. وبعد أن تقوم وحدة فحص وقاية النباتات بفحصها، يمكن شحنها إلى وجهة الحصان.
وعندما تكون الخيول خارج الطائرة، فهي "إما أن تكون قد خضعت لفحص موظفي دائرة فحص صحة الحيوانات والنباتات بوزارة الزراعة الأمريكية في جميع الأوقات أو يتعين عليها السفر تحت أختام دائرة فحص صحة الحيوانات والنباتات بوزارة الزراعة الأمريكية متسلسلة الرقم وغير القابلة للتزوير "، كما قال بيج. وأضاف قائلا: "لذلك، عندما انتقلت بطولة كأس مربي الخيل إلى كينلاند، في ليكسينغتون، كان لدينا مجموعة من الموظفين في المطار في لويزفيل لاستقبال الخيول، ومجموعة في كينلاند. كانت المجموعة في لويزفيل تضع الأختام على الخيول (في مقطورة) وتصدر النماذج التي تسافربها الخيول، وعندما تصل إلينا، نتأكد من أن الأختام كانت سليمة".
وبمجرد وصولهم إلى مركز الاستيراد (إما أحد المراكز الدائمة وإما المؤقتة)، يجب أن تمر الخيول ببروتوكول فحص وتطهير يقوم به طبيب بيطري معتمد ويراقبه طبيب بيطري تابع لوزارة الزراعة الأميركية.
قال بيج: "تنظف أقدام الخيول بأدوات التنظيف أو برشها بمطهر”. يتم رش جميع الخيول بمبيد الآفات، ويشمل ذلك مسح آذانها وخياشيمها. فإذا كانت قادمة من بلد يتفشى فيها مرض الحمى القلاعية (والتي عادة لا تعاني منها الخيول المشاركة في منافسات) فسوف يتم مسحها بالخل. وأضاف:"إن الطبيب البيطري سيجري اختبارا على هذه الخيول ويجري فحصاعلى اقدامها (التي يمكن أن تحمل أمراضا) ويأخذ درجات حرارتها ومن ثم يجمع عينات الدم للاختبار، ثم يتم إرسالهم إلى دائرة فحص صحة الحيوانات والنباتات بوزارة الزراعة الأمريكية، حيث تستغرق عملية إصدار النتائج 24 ساعة.
يجب أن يبقى الحصان في الحجر الصحي لمدة لا تقل عن 42 ساعة، و يجب أن تعود الاختبارات على جميع الخيول في الشحنة سلبية قبل أن يتم الإفراج عن أي حصان.
وقال بيج إذا كان يجب على الحصان أن يجتاز الحجر الصحي في الحد الأدنى من الوقت المسموح به (للعودة إلى التدريب، على سبيل المثال)، فيمكن للوسطاء أن يرتبوا لأخذ عينات الدم وتسليمها إلى دائرة فحص صحة الحيوانات والنباتات بوزارة الزراعة الأمريكية، واختبارها على الفور؛ ويجب على الوسطاء أن يرتبوا للدفع للناقل ولمقابل العمل الإضافي الذي يقوم به موظفو دائرة فحص صحة الحيوانات والنباتات بوزارة الزراعة الأمريكية، في هذه السيناريوهات.
وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن يخضع الحصان لعملية أخذ درجة الحرارة بصورة عادية ثلاث مرات في 24 ساعة قبل أن يطلق سراحه من الحجر الصحي.
وقال بيج: ” إن أي حصان يعالج بمضادات الالتهاب غير الستيرويدية يجب ان ينتظر 24 ساعة على الاقل قبل ان تبدأ عملية أخذ درجات الحرارة الرسمية. لذلك، فإن أي حصان يأتي بحمى أو مغص يحتاج علاجه إلى بانامين، على سبيل المثال، فمن المرجح أن يتأخر الإفراج عنه. نحن نريد فترة لإيقاف العلاجات للتأكد من حصولنا على درجة حرارة دقيقة وأن الخيول ليست مريضة".
وعندما تكون اختبارات الدم الحصان سلبية، ودرجة حرارته طبيعية على الدوام، ويرى طبيب بيطري وزارة الزراعة الأمريكية أنه معافى، فسوف يفرج عنه ويسمح بالاختلاط مع الخيول الأخرى… مع بعض التحذيرات.
وقال:” يجب مراقبة الخيول التي تخطت التهاب المريء الخيلي المعدي إما من قبل وزارة الزراعة الأمريكية أو طبيب بيطري معتمد من وزارة الزراعة الأميركية عندما تكون خارج حجيراتها (في موقع المنافسة)، وعندما تكون في حجيراتها، يجب أن تكون تحت المراقبة على مدار 24 ساعة أو يجب أن تغلق بإحكام في حجيراتها وتوضع عليها أختام غير قابلة للتزوير. وإذا رحلت من (حظيرة كنتاكي للخيل)، مثلا، إلى مسابقة أخرى، فسوف تسافر تحت ختم يفيد بحظرها.
وقال أيضا:”وعلاوة على ذلك، فإن أي من الخيول الأجنبية التي ستعود إلى وطنهم مباشرة بعد المنافسة لا يسمح لها بالاتصال بخيول أمريكا الشمالية. ويجب أن تكون في مأوى منفصل ويجب أن تبقى على بعد 30 قدما على الأقل من خيول أمريكا الشمالية، إلا خلال الاحماء والمنافسة”.
وأضاف قائلا:"نحن نشجع راكبي الخيول الدوليين على المحافظة على صحتهم – فهذا قد يعيق عودتهم – ولكنهم جميعا خبراء في هذا، ويعرفون كيف يقومون بالأمر، فكل ذلك يتعلق بتخفيف المخاطر".
رحلة العودة
وبمجرد الانتهاء من المنافسة، يحين وقت عودة الخيول الدولية إلى ديارها. ولحسن الحظ، فإن الأمور تسير بسرعة أكبر في هذا الجانب، وفقا لما ذكره بيج.
وقال إنه طالما أن الحصان لم يكن لديه اتصال مع أي من خيول أمريكا الشمالية، فإنه يمكن أن يعود إلى موطنه واسطبله في ضربة واحدة، باستثناء تغيير وسائل النقل في المطار.
الخلاصة
إن التنافس دوليا أكثر تعقيدا من التنافس في الموطن، ولكن هذه العملية الدولية يمكن أن تكون أكثر بقليل من كونها مجرد حدث روتيني مع وجود بعض التخطيط والمساعدة من وسطاء ذوي خبرة. ومكافأة إضافية؟ قال بيج إن معظم الخيول تتعامل مع الرحلات الجوية بالقليل من المتاعب.
وقال "إن الناس قلقون دائما من التوتر الذى تتعرض له هذه الخيول، لكن يبدو دائما أنهم يتعاملون معها بشكل جيد. إن الخيول عادة يتم نقلها دوليا للمنافسة، وهذه ليست أول مسابقة لها. ولكنها تميل إلى التعامل معها بشكل مدهش. والمضاعفات التي نواجهها إنما هي في الواقع نادرة للغاية”.