قال تقرير لصحيفة "واشنطن بوست"، إن الولايات المتحدة تسعى إلى إيجاد حلول معقدة لمشكلة واضحة، فيما يتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأضافت الصحيفة أن محاكاة إدارة بايدن خطة الحلفاء في الحرب العالمية الثانية لبناء موانئ مؤقتة "مولبيري" لإيصال الإمدادات للجيوش في نورماندي، لعمل ميناء مؤقت في غزة سيكلّف الكثير من الوقت والجهد والمواد، ويُعتبر التفافًا على الجغرافيا التي توفّر طرقًا برية تستطيع حلّ مشكلة المساعدات، في حال رغبت أمريكا، بطريقة بسيطة.
وبحسب التقرير، فإن القيود الإسرائيلية أعاقت العمل الإنساني في كل خطوة من عملية إيصال المساعدات المشروعة من خلال الحرمان التعسّفي على ما يبدو من دخول السلع الإنسانية إلى غزة، وعملية تفتيش معقّدة للغاية وغير متسقة، والهجمات على البنية التحتية الإنسانية والحيوية، من بين سياسات أخرى "تتسبّب في أزمة إنسانية من صنع الإنسان".
ويستمر الرئيس بايدن في حثّ إسرائيل على تسهيل عبور المزيد من الشاحنات. لكنه، في المقابل، اتبع طرقًا لتقديم المساعدة عن طريق البحر والجو، في محاولة للتغلّب على مشكلة سياسية من المرجّح أن يتمّ حلّها عن طريق النفوذ الدبلوماسي، كما يقول الخبراء.
وقال جيسي ماركس، أحد كبار المدافعين عن الأونروا في الشرق الأوسط: "إن اعتماد إدارة بايدن لخيارات الملاذ الأخير، مثل الإنزال الجوي والممرات البحرية، يُظهر خطورة الأزمة داخل غزة، والاعتقاد بأنه إذا لم تكن هناك مساعدات، فإن ظروف المجاعة ستتفاقم".
وقال خبراء إغاثة آخرون، "إن خطّة الرصيف هي في أحسن الأحوال حلّ مؤقت، وفي أسوأ الأحوال وسيلة إلهاء".
وفي ذات السياق، قال مايكل فخري مقرّر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء: "نحن بحاجة إلى الوصول غير المقيّد عبر الممرات البرية للإغاثة الإنسانية، وإن أي شيء آخر لا معنى له على الإطلاق".
وأضاف فخري: "من غير المنطقي على الإطلاق، من منظور إنساني أو من منظور حقوق الإنسان، محاولة تهدئة ومواجهة الضغوط الداخلية التي تشعر بها الإدارة الأمريكية الحالية، من خلال إظهار أن الولايات المتحدة تحاول أن تفعل شيئًا ما".
وأردف فخري بوصف الخطة البحرية لإيصال المساعدات بــ"الأداء المهين، الذي لا ينطلي على أحد".
وخلص التقرير إلى أن الولايات المتحدة، باعتبارها مصدرًا لمبيعات الأسلحة بمئات الملايين من الدولارات خلال الصراع الأخير وحده، يمكن أن يكون لها تأثير أكبر عبر ممارسة ضغوط أكثر أهمية على إسرائيل للسماح بمرور الشاحنات، بدلاً من ابتكار طرق بديلة.