يلف الغموض مصير مئات الإسرائيليين المفقودين، بعد أن فشلت السلطات المعنية في توفير إجابة بشأن ملابسات تلك الظاهرة.
وتشير الأرقام إلى أن قرابة 600 إسرائيلي لديهم سجلات في الشرطة كمفقودين، وبعضهم فُقِد عقب الحرب الدائرة حاليًا.
ونشر موقع "واللا" العبري تحقيقًا، مساء الجمعة، أكد فيه أن "المتوسط السنوي لأعداد المفقودين يبلغ بين 15 إلى 20 إسرائيليا، وأن آخر تلك القضايا تتعلق بالطفلة هايمانوت كاساو (9 سنوات)، التي اختفى أثرها في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، وأعلنت الوكالة اليهودية جائزة قدرها 100 ألف شيكل لمن يدلي بمعلومات عنها.
وتساءل الموقع عما إذا "كانت الأرض ابتلعت 600 إسرائيلي خلال السنوات الأخيرة، في وقت فشل فيه المحققون في حل اللغز.
مكتب التحقيقات الفيدرالي
وبرهن الموقع على مدى تعقيد تلك الظاهرة، ضاربًا مثالا على سيدة تبلغ من العمر 34 عامًا، تدعى نوغا يتسحاق، بدأ البحث عنها منذ 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، وحتى الآن لم يعثر المحققون على أثرها، منذ أن شوهدت للمرة الأخيرة في تل أبيب.
ويتهم والدها، ويدعى رون، الأجهزة المعنية بالتراخي في عمليات البحث، وقال للموقع إنه "كان يتعين على الشرطة بذل المزيد من الجهود".
وتساءل عن أسباب عدم تفريغ المشاهد التي التقطت من كاميرات المراقبة وتقفي أثرها، انطلاقًا من نقطة ظهورها الأخيرة.
واضطر والدها لاستئجار خدمات مكتب تحقيقات خاص، للحد الذي دفعه لمخاطبة مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI).
اختفاء غامض
وشهدت الفترة الأخيرة عمليات بحث عن مفقود يدعى إيتمار شلزينغر (33 عامًا) من مستوطنة "رامات غان"، خرج من منزله في 21 سبتمبر/أيلول الماضي، وعثر على سيارته في منطقة مهجورة، وبدت عليها آثار تصادم.
مفقود آخر يدعى يورام هالال (31 عامًا) من سكان صفد، وكان قد حصل أخيرًا على الماجستير في علم النفس، واختفى أثره عقب هجوم الـ 7 من أكتوبر/تشرين الأول، بعد أن توجه إلى الجنوب متطوعًا للمشاركة في إعداد الطعام للجنود، وفقدت أسرته الاتصال به.
وأسست فاردا مينيفتسكي، وهي سيدة مسنة اختفى نجلها منذ 11 أكتوبر/تشرين الأول 2014، جمعية تطوعية لدعم عائلات المفقودين، وأخبرت الموقع أن نجلها الذي يُدعى دانئيل بلغ حاليًا 43 عامًا، وأن مصيره ما زال مجهولًا، ودعت إلى سن تشريع لتنظيم وضع المفقودين ودعم عائلاتهم.
من كل القطاعات
مسؤول إسرائيلي أبلغ الموقع أنه منذ بدء الحرب انضمت 10 ملفات جديدة لسجل المفقودين، من دون أي معلومات بشأنهم، ومن دون أية صلة لأولئك الذين سُجّلوا خلال هجوم حماس، ومن دون حساب من يعانون أمراضا نفسية.
وذكر رئيس وحدة الكلاب البوليسية، مايك بن يعكوف، للموقع، أن المفقودين ينتمون لكل القطاعات، وأن من بينهم من يعملون في مجال التكنولوجيا الفائقة أو نواب مدراء في شركات رائدة، مضيفًا أن أسباب الاختفاء ربما ترتبط بظروف شخصية أو نفسية، أو على خلفية الحرب.
وأوضح الموقع أن "آلاف البلاغات تصل الشرطة سنويًا بشأن مفقودين، وتنجح الشرطة في حل لغز الغالبية العظمى منها، وفي حالات كثيرة يتعلق الأمر بفتيات يتطلب العثور عليهن شهرا كاملا، فيما توجد حالات على صلة بعصابات إجرامية، ربما قامت باختطاف وقتل البعض".
وردت الشرطة الإسرائيلية على طلب الموقع لاستيضاح الأمر، وقالت إن "المواد البشرية في وحدة المفقودين التابعة لشعبة التحقيقات والاستخبارات الشرطية في تزايد".
تجدر الإشارة إلى أن تلك الوحدة ليست هي التي تباشر عمليات البحث، ولكنها تساعد قوات أخرى ذات صلة.