كشفت صحيفة "الإندبندنت" أن عدد ضباط السجون المدربين على التعامل مع أعمال الشغب، كجزء مما يسمى" فرق تورنادو"، انخفض بمقدار الثلث؛ بسبب أزمة التوظيف التي تعاني منها سجون المملكة المتحدة، بالتزامن مع ارتفاع عدد النزلاء بشكل كبير.
ويعترف وزراء في الحكومة، بحسب الصحيفة أيضًا، بوجود عدد أقل، نحو 700 من ضباط السجون، مقارنة بعام 2018، عندما كان 2310 متواجدين للتعامل مع أخطر اضطرابات السجون.
وقالت الصحيفة إن الأرقام "المثيرة للقلق"، الناجمة عن ارتفاع عدد هؤلاء الضباط الذين تركوا الخدمة، أثارت المخاوف من أن تصبح السجون عرضة بشكل متزايد للعنف وعدم الاستقرار وسيطرة العصابات.
ويُقال إن وزير العدل أليكس تشالك حذّر رئيس الوزراء سوناك من أن "أزمة الاكتظاظ قد تؤدي قريبًا إلى موجة من أعمال الشغب".
وفي السياق ذاته، قالت وزيرة العدل في حكومة الظل شبانة محمود للصحيفة: "لا عجب أن تُظهر هذه الأرقام الجديدة انخفاضًا كبيرًا في عدد الضباط المتخصصين الذين يمكن نشرهم للتعامل مع المواقف الخطيرة والصعبة في جميع أنحاء سجننا؛ بما في ذلك أعمال الشغب".
وأضافت شبانة: "هذه علامة أخرى على حجم الأزمة في سجوننا، وفشل الحكومة في أخذها على محمل الجد".
وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة السجون تسعى إلى تدريب المزيد من ضباط "تورنادو" الجدد أكثر من أي وقت مضى. لكن تبقى المشكلة دائمًا، أن معدلات الاحتفاظ بهم منخفضة بشكل مثير للقلق بفعل عدم حصول الضباط المتخصصين والمدربين جيدًا على أي مدفوعات إضافية حقيقيةن مقابل وضع أنفسهم تحت الضغط ومواجهة مجرمين خطيرين عنيفين، وفقاً لتوم ويتلي، رئيس رابطة محافظي السجون.
ورغم أن وزير العدل أعلن، هذا الأسبوع، إجراءات صارمة للإفراج عن السجناء قبل الموعد المقرر بما يصل إلى 60 يومًا، بعد أن اقتربت السجون بشكل خطير من نفاد المساحة، إلا أنه حذّر داونينغ ستريت من أن الأزمة قد تؤدي قريبًا إلى أعمال شغب.
واختتمت الصحيفة بالقول: "عندما حدثت أعمال الشغب في سترانجوايز عام 1990، كان هناك 43 ألف سجين آنذاك، وكانوا يتحدثون عن الاكتظاظ في ذلك الوقت كأحد الأسباب، لذا يبدو أننا لم نتعلم شيئًا؛ لأنه بعد مرور 40 عامًا، لدينا الآن 88 ألف سجين وعدد ضباط أقل بكثير من المطلوب".