نحتفل الأردنيون كل عام في الحادي والعشرين من آذار بمناسبة الكرامة المعركة التي أعادت للعرب والأردنيين الشعور بالنصر والعزة ودثرت الهزيمة الحزيرانية في عام ألف وتسعمئة وسبعة وستين وأثبتت للعالم بأسره أن الجند الأردني بطل مغوار باسل لا يخشى العدو ولا يهاباه بل يلقاه بروح عقيدتها الجيش والفداء والتضحية ويلقنه درسا أن الأرض هي الكرامة وأن الزرع الذي يسقى بالدم يحصد جناته الحرية وأن كل قطرة من عرق جنوده تغيث الأرض نصرا .
وفي الكرامة عهد عاهدنا الله عليه أن نذكر زمرة أشراف الحرب وعظماء جيشه العربي المصطفوي وتضحياتهم الذين حطموا غرور العدو الإسرائيلي ودحروه مستنكفا مطأطأ الرأس بالانسحاب الفوري وجنوده يقفون خلف قادتهم شامخي الرؤوس فوق القمم وعلى أعالي السفاح ونبضات القلب تشدو وتنشد الله أكبر ليصنعوا تاريخ أمتهم وينسجون فوق الأكتاف والجباه عناوين النصر والمجد لنحيا كل عام بنشوة الانتصار ونستلهم من بطولات الأشاوس أمثلة الفداء والحرية والكبرياء المخضب بالإباء .
أعوام مضت وتتزامن الكرامة مع اليوبيل الفضي لجلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه قائد مسيرة الإصلاح والتطوير والتحديث ونستذكر المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله صانع النصر ليبقى الهاشميون مصدر الأمان والعزة يساندون العرب والمسلمين وليؤكد الجند والجيش أن الدماء بصمات فطرية تمتزج بتراب الوطن لينبت الزهر والأقحوان والسوسنة السوداء والقمح الذي لا بد أن يملأ كوارير الوطن وتعود عصائب أمهاتنا يهزجن الهجيني على الجيش والقائد وتبقى الكفوف تتضرع لصقور تحوم وتنزل وتغيث الأشقاء في غزة.