نصب متطوعون جزائريون منذ بداية شهر رمضان، خيام إفطار جماعي على مستوى الطرق السريعة، بهدف منع عابري السبيل من التهور في السياقة وتجنيبهم حوادث السير القاتلة.
وجرى نصب خيمة على المدخل الشمالي لمدينة غليزان غربي الجزائر العاصمة، عند الطريق السريع شرق-غرب، الذي يشهد حركة مرور كثيفة، لإجبار عابري السبيل على التوقف للإفطار.
ويقدم متطوعون على هذا الطريق، وجبات طعام ساخنة حفاظاً على سلامة سائقي المركبات ومكافحة الحوادث، وهي تجربة حققت نجاحا خلال العامين الماضيين.
وقال المتطوع مراد عجامي. إن جمعية "ناس الخير" الأهلية، ابتكرت هذا العام، مفهومًا يُعرف باسم "إفطار عائلي على الطريق.. لحظات من الألفة".
ويأتي ذلك، من خلال دعوة العائلات التي ترغب في الحضور ومشاركة وجبة الإفطار مع ضيوف آخرين.
وتبذل جمعيات تضامنية أخرى، جهودا مضاعفة لتوفير صدقات المحسنين من اللحوم والمواد الغذائية لافتتاح موائد إفطار للعائلات الفقيرة التي لا تملك موارد، حيث يتم تقديم وجبات في المتوسط تقارب 1000 وجبة يوميا في اليوم.
وقبل أذان المغرب بدقائق، ينفذ متطوعون آخرون ينشطون في جمعيات محلية مبادرات عند جوانب طرق في نقاط معينة مع وضع إشارات بخط كبير تنبه السائقين بتوفر وجبات إفطار.
وأحصت مصالح الدرك الوطني الجزائرية خلال النصف الأول من رمضان، وفاة 116 شخصا وإصابة 411 آخرين بجروح إثر وقوع 278 حادثا مروريا.
وكشف رئيس مكتب الاتصال بمركز الإعلام والتنسيق المروري للدرك الوطني الرائد سمير بوشحيط، أنّ "السرعة المفرطة من أهم أسباب وقوع هذه الحوادث"، مبرزا في تصريح للإذاعة الجزائرية، أن غالبية الحوادث، على مستوى مناطق اختصاص الدرك الوطني، تكون في الدقائق الأخيرة قبل الإفطار.
وتعد حافلات نقل المسافرين ومركبات نقل البضائع المتسبب الرئيس في هذه الحوادث، تليها سيارات النقل الجماعي للأشخاص، وفقا للمسؤول ذاته.
وكانت المندوبية الوطنية للأمن عبر الطرق، التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني في الجزائر، كشفت، أنّ "المعدل اليومي لعدد القتلى عبر الطرقات خلال شهر رمضان يقدر بسبعة أشخاص".
وأرجعت المندوبية السبب إلى عوامل عدة منها "تغير نمط تنقل المواطنين والتعب والتهور والإفراط في السرعة أثناء قيادة السيارات والمركبات".