سادت حالة من الجدل في وسائل الإعلام العبرية بشأن قدرة المقاومة على تنفيذ هجمات في مناطق يقول جيش الاحتلال إنه سيطر عليها في قطاع غزة، كما تواصل السجال بشأن صفقة تبادل الأسرى المتعثرة بين الجانبين.
وقال ألون بن ديفيد محلل الشؤون العسكرية في القناة الـ13 إن الهجوم الذي أوقع قتيلا و16 مصابا في صفوف الجيش بمدينة غزة "يمثل حدثا لم نره منذ فترة طويلة".
وكان الجنود في مبنى تابع لكتيبة "إيغوز" وهي منطقة مؤمّنة وسبق أن كان عدد من كبار المسؤولين "الإسرائيليين" بالقرب من المبنى الذي تم استهدافه من جانب حركة المقاومة الإسلامية حماس، وفق بن ديفيد.
وفي حي الأمل بمدينة خان يونس جنوبي القطاع، حيث يعمل لواء الكوماندوز "الإسرائيلي" منذ 5 أيام، قالت مراسلة الشؤون العسكرية في القناة الـ11 كاميلا منشيه، إن الملازم أول نيسيم كحلون قتل الأربعاء الماضي، في حين وقع اشتباك جديد الخميس الماضي.
وقالت منشيه إن 254 مقاتلا لقوا حتفهم منذ بدء العملية البرية من بين 598 قتلوا منذ بدء الحرب، مؤكدة عدم وجود سيطرة "إسرائيلية" على الأرض في خان يونس.
ووفقا لمنشيه، فإن وجود عملية تأمين من جانب القوات "الإسرائيلية" لا يمنع ظهور مقاتلي المقاومة لتنفيذ عمليات ثم الاختفاء بعد إيقاع إصابات في صفوف الجيش.
وفي الجانب السياسي، قالت مراسلة الشؤون السياسية في القناة الـ11 غيلي كوهين، إن تقدما حدث بشأن إيجاد قوة حفظ سلام متعددة الجنسيات بعد المحادثات التي أجراها وزير الدفاع يوآف غالانت في الولايات المتحدة.
وقالت كوهين إن القوة محل النقاش ستضم قوات عربية، وسيكون بينها مراقبون مسلحون، مشيرة إلى أن القوة ستمول من جانب الولايات المتحدة وستعمل على تأمين المساعدات والميناء الذي يقام على ساحل القطاع.
أما عن الوضع داخل مجلس الحرب "الإسرائيلي"، فقالت مراسلة الشؤون السياسية في القناة الـ12 دانا فايش، إن رئيسي جهاز الاستخبارات الخارجية "الموساد" ديفيد برنيع وجهاز الأمن الداخلي "الشاباك" رونين بار واللواء نيتسان ألون (مسؤول ملف الأسرى) حضروا اجتماع الخميس وقالوا إن الوقت قد حان لإنضاج صفقة تبادل.
ولفتت فايش إلى أن الشيء المفاجئ في الاجتماع هو أن وزراء حزب الليكود إلى جانب غادي آيزنكوت وبيني غانتس دعوا للقيام بكل ما هو ممكن من أجل التوصل لصفقة حتى لو كان ذلك يعني إبداء مزيد من المرونة أو تقديم مقترح أفضل.
لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض ذلك خلال الاجتماع، وقال إن المطلوب هو الثبات على الموقف في مواجهة حماس وعدم إظهار التراجع، وفق فايش.
أما غالانت ورئيس الأركان، فكان لهما موقف مختلف وأكثر تعقيدا في ما يتعلق بعودة النازحين إلى شمالي القطاع وإخلاء الممر الفاصل، حيث دعا الرجلان إلى مزيد من الحذر، كما تقول فايش.
وختمت فايش حديثها بالقول إن نتنياهو يدرك أنه يقف وحيدا داخل مجلس الحرب المصغر باستثناء موقفي وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، اللذين يرفضان تقديم أي تنازل.
وتعليقا على ضرورة مواصلة الضغط العسكري من أجل استعادة الأسرى كما يقول نتنياهو وحلفاؤه المتطرفون، قال رئيس الموساد السابق إفرايم هاليفي إن الوقت ليس في مصلحة "إسرائيل"، وإن على الحكومة إبداء مزيد من المرونة في شروطها وفي كثير من القضايا.
وقال هاليفي للقناة الـ11 إن على "إسرائيل" تقديم تنازلات في ما يتعلق بعودة النازحين إلى شمال القطاع وفي كافة القضايا الأخرى محل الخلاف، مشيرا إلى ضرورة عدم الصدام مع الرئيس الأميركي جو بايدن بعد الخطوات التي اتخاذها مؤخرا.
وفي ما يتعلق بقرار محكمة العدل الدولية الأخيرة، قالت مراسلة الشؤون القضائية في القناة الـ11 تمار الموغ إن القرار كان أكثر تشددا من القرار الأول الذي صدر عن المحكمة والذي لم يتضمن طلبا صريحا بوقف القتال.
وأشارت الموغ إلى أن القرار الأخير الذي يطالب "إسرائيل" بتقديم تقرير إضافي "ليس سهلا"، لأن القضاة أشاروا إلى قرار وقف إطلاق النار الصادر عن مجلس الأمن قبل أيام.