تتحدث وسائل إعلام إسرائيلية بقناعة أن التهديدات الإيرانية بالانتقام لاغتيال القائد الأعلى لـ"فيلق القدس" في سوريا ولبنان، الجنرال محمد رضا زاهدي، لن تُترجَم إلى واقع عملي.
وقالت صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية، مساء يوم الثلاثاء، إن طهران "لن تُضحي بكنزها الاستراتيجي في لبنان"، أي ميليشيا "حزب الله" التي تدخرها لحرب شاملة، ربما لم يحن وقتها بعد.
طهران تتوعد
وذكر وزير خارجية إيران، حسين أمير عبد اللهيان، يوم أمس الاثنين، أن طهران "سترد على الهجوم على قنصليتها في دمشق في الزمان والمكان المناسبين".
واليوم الثلاثاء، أكد الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أن استهداف مقر القنصلية الإيرانية في دمشق "لن يمر من دون رد"، فيما هدَّد المرشد الإيراني، علي خامنئي، بأن بلاده "ستعاقب إسرائيل على استهداف قنصليتها، وستجعلها تندم على هذه الجريمة".
وحسب صحيفة "يسرائيل هايوم"، فقد تصاعدت حدة التهديدات الإيرانية بالانتقام لمقتل زاهدي وآخرين بغارة على القنصلية في دمشق، إلا أنها قدَّرت أن ثمة فجوة كبيرة بين التهديدات الإيرانية وبين الوضع على الأرض.
كنز استراتيجي
وأشارت إلى أن طهران على الأرجح "لن تُترجِم تهديداتها ضد إسرائيل إلى واقع"، وعلَّلت ذلك بأن "لدى إيران مخاوف من ردها الانتقامي القوي على مقتل زاهدي، سيعني وقتها ردًا إسرائيليًا يهدد كنزها الاستراتيجي في لبنان"، في إشارة لميليشيا "حزب الله".
وأوضحت أن طهران، التي استثمرت أموالًا وموارد طائلة لبناء "حزب الله"، تحتاج إلى تلك الميليشيا على الحدود الإسرائيلية؛ لكي تواصل فرض تهديد على إسرائيل، وأن اغتيالات سابقة طالت شخصيات إيرانية رفيعة مرت من دون رد إيراني.
وذهبت إلى أن طبيعة الرد الإيراني "تؤشر على حالة خوف"؛ إذ تشن طهران هجمات فقط حين تجد الطرف الآخر ضعيفا وتحت الردع، وتتراجع عن الهجمات حين تكون للطرف الثاني قوة هجومية كبيرة.
اغتيالات سابقة
وأردفت أن الضربة كانت في غاية الأهمية؛ لأنها "طالت مستويات القيادة الأعلى في فيلق القدس" ذراع العمليات الخارجية بالحرس الثوري الإيراني.
وأضافت أن اغتيال القادة الإيرانيين في الماضي مر من دون رد انتقامي من طهران، رغم تهديدات أطلقتها الأخيرة بأنها "ستضرب إسرائيل بيد من حديد".
وبرهنت على ذلك باغتيال القيادي الكبير رضا موسوي في سوريا، مطلع كانون الثاني/ يناير الماضي، ومن قبله اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، في الشهر ذاته من عام 2020 بواسطة الأمريكيين.
وبيَّنت أن "دولة لا ترد على اغتيال قيادات بهذا المستوى هي حتمًا دولة تخشى التصعيد"، إلا أنها أشارت إلى أن طهران "ستواصل العمل عبر أذرعها العسكرية في المنطقة، ولن ترد على الاغتيالات بشكل مباشر".