يشكل بناء سواتر رملية معجونة بأجساد عشرات المعتقلين الفلسطينيين واستخدامها لعبور الدبابات الإسرائيلية، واحداً من أبرز القصص المأساوية في قطاع غزة.
وكشفت تقارير محلية فلسطينية عن مقبرة تضم سواتر رملية استقرت عليها الدبابات كانت لمعتقلين فلسطينيين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي من مناطق متفرقة من شمال غزة.
وأفاد المصور الصحفي حسام شبات أن انسحاب الدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية ورجوعها إلى الخلف أتاح للمواطنين فرصة الكشف عن واحدة من أبشع الجرائم في التاريخ.
وأضاف شبات، "كان المشهد صادما للغاية عندما وصلنا إلى منطقة الأمريكية شمال غرب بيت لاهيا، والتي كانت عبارة عن معسكر للجيش الإسرائيلي، حيث كانت آثار جنازير الآليات العسكرية في كل مكان ومخلفات الأسلحة المستخدمة تلك الفترة".
وتابع: "كنّا نشم رائحة كريهة، ولأننا اعتدنا على أن هذه الرائحة هي دليلنا الوحيد على وجود جثامين لشهداء، بدأنا عمليات البحث مع عدد من المواطنين، وبدأنا بتوثيق هذه العمليات حتى سمعنا صراخ أحد الشبّان يقول (هي إيد شهيد مبينة)، وكان يقول ذلك من أعلى ساتر رملي، فهرولنا إليه وبدأنا بإزالة الرمال، وإذ بالفاجعة شهيد معصوب العينين ومكبل اليدين وعار تمامًا".
واستطرد شبات: "بدأنا نحفر في السواتر الرملية، وإذا بنا نجد مقبرة جماعية لعشرات الجثث التي تشابهت من حيث تكبيل اليدين وتعصيب الأعين وخلع الملابس".
ولفت إلى أن "هؤلاء في الغالب مجموعة من المعتقلين الفلسطينيين الذين جرى اعتقالهم من المناطق التي اقتحمها الجيش شمال غزة، وتعرضوا للتعذيب ومن ثم الإعدام الميداني، ثم سحقت الجرافات الإسرائيلية أجسادهم، من خلال تجميعهم على شكل ساتر وكسيه بالرمال ليتحول إلى مرقد للدبابات".
ومن جهته، علّق مسؤول المؤسسة الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني (حشد) الدكتور صلاح عبد العاطي قائلًا: "ارتكب الجيش الإسرائيلي أبشع الجرائم بحق المدنيين الفلسطينيين في التاريخ الإنساني".
وأضاف عبد العاطي: "العدوان الإسرائيلي على غزة وحرب الإبادة الجماعية المستمرة، كشفت مشاهد مروعة للجرائم الإسرائيلية المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث تعمد الجيش الإسرائيلي بشكل واضح وممنهج ومنظم لقتل أكبر عدد من المدنيين بأبشع الطرق والوسائل".
وتابع: "نحن هنا أمام جرائم مركبة، وهي جريمة الاعتقال بحق مواطنين مدنيين وإخضاعهم لشتى أساليب التعذيب وجريمة إعدامهم وسحق جثامينهم بجنازير الدبابات".
وطالب المسؤول الحقوقي، الحقوقيين في العالم بالتحرك الجاد من أجل توظيف الولاية القضائية الدولية لملاحقة قادة الاحتلال الإسرائيلي ومرتكبي جرائم الإبادة وشركائهم الدوليين أمام القضاء الوطني في بلدانهم.وكالات