قرر قادة الاتحاد الأوروبي الأربعاء تشديد العقوبات على إيران بعد الهجوم الذي شنته على إسرائيل بالصواريخ والمسيرات وأثار مخاوف القوى العالمية من نشوب صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط.
والقمة التي تعقد في بروكسل هي الأولى لقادة دول الاتحاد السبع والعشرين منذ الهجوم الذي شنته إيران يوم السبت، بعد أكثر من ستة أشهر على اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وألمحت إسرائيل إلى أنها سترد لكنها لم تحدد الكيفية. وندد القادة بالهجوم الإيراني وأكدوا مجددا التزامهم بأمن إسرائيل ودعوا جميع الأطراف بما في ذلك لبنان إلى منع حدوث المزيد من التوترات.
وقال رئيس القمة شارل ميشيل "نشعر أنه من المهم للغاية بذل كل ما في وسعنا لعزل إيران"، مضيفا أن العقوبات الجديدة التي سيجري فرضها على إيران ستستهدف الشركات المشاركة في إنتاج المسيرات والصواريخ.
وشدد المستشار الألماني أولاف شولتس على أن من المهم ألا ترد إسرائيل "بهجوم واسع النطاق".
وأبدت إيطاليا بشكل منفصل قبل محادثات لمجموعة السبع دعمها لفرض عقوبات على موردي الأسلحة المرتبطين بالهجوم ضد إسرائيل، وكذلك المرتبطين بالهجمات على السفن في البحر الأحمر.
وشنت إيران هجومها ردا على ضربة تعرضت لها سفارتها في دمشق في الأول من أبريل نيسان واتهمت إسرائيل بالمسؤولية عنها.
- إسرائيل وأوكرانيا -
من المقرر أن يواصل وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي المحادثات ذات الصلة بالعقوبات الجديدة يوم الاثنين، في وقت تأمل فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون أن تساهم الخطوات الجديدة ضد إيران في الحد من أي رد انتقامي إسرائيلي.
ولدى الاتحاد الأوروبي بالفعل برامج متعددة تستهدف إيران على صلة بانتهاكات حقوق الإنسان، وانتشار أسلحة الدمار الشامل، ودعم طهران للحرب الروسية في أوكرانيا.
وتتطلع ألمانيا وفرنسا والعديد من دول الاتحاد الأوروبي إلى توسيع مخطط يضع قيودا على توريد المسيرات الإيرانية إلى روسيا ليشمل الإمداد بالصواريخ وليغطي التوريد أيضا إلى وكلاء إيران في الشرق الأوسط.
ودعمت بلجيكا فرض عقوبات على الحرس الثوري الإيراني، لكن شولتس قال إن ذلك يتطلب المزيد من المراجعات القانونية. وقال جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إن الأمر يتطلب أن تجد سلطة وطنية في التكتل أن الحرس متورط في نشاط إرهابي.
ويقول محللون إنه من غير المرجح أن تواجه إيران عقوبات اقتصادية أشد بسبب مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار النفط وإثارة غضب الصين.
ووسط استحواذ الشرق الأوسط على القدر الأكبر من اهتمام الاتحاد الأوروبي، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تقديم المزيد من الدعم لبلاده.
وبعد أن أسقطت إسرائيل وحلفاؤها معظم المسيرات والصواريخ التي أطلقتها إيران، قال زيلينسكي للقمة "هنا في أوكرانيا... لسوء الحظ، ليس لدينا مستوى الدفاع الذي رأيناه جميعا في الشرق الأوسط قبل بضعة أيام".